التخطي إلى المحتوى

وأكدت وكالة الأمن الفيدرالي الروسي اعتقال القنصل في مدينة فلاديفوستوك الساحلية المطلة على المحيط الهادي، فيما أخطرت الخارجية الروسية سفارة اليابان في موسكو بأن المسؤول بات “شخصا غير مرغوب فيه” بسبب قيامه بنشاط تجسس غير قانوني، وأمرته بمغادرة البلاد في غضون ثمان وأربعين ساعة.

في المقابل، قدمت اليابان احتجاجا إلى روسيا، الثلاثاء، بسبب احتجاز القنصل، نافية مزاعم التجسس، واتهمت السلطات الروسية بالقيام بـ”استجواب مسيء”.

ومنذ بداية حرب أوكرانيا، اضطربت العلاقات بين الجانبين، حيث طردت اليابان وروسيا عددا من الدبلوماسيين، بينما ألغت روسيا مفاوضات السلام مع اليابان، والتي تضمنت محادثات بشأن جزر الكوريل المتنازع عليها، والتي تسيطر عليها روسيا حاليا، وتقول اليابان إن الاتحاد السوفياتي استولى عليها في نهاية الحرب العالمية الثانية.

كيف تأثرت العلاقة بين روسيا واليابان؟

  • 23 فبراير: قررت اليابان فرض حزمة عقوبات ضد روسيا على خلفية اعترافها باستقلال منطقتي دونيتسك ولوهانسك شرقي أوكرانيا.
  • 17 مارس: الجيش الياباني قال إنه تم رصد 4 سفن حربية روسية كبيرة قرب المياه الإقليمية ربما كانت تنقل قوات وعربات قتالية إلى أوكرانيا.
  • 21 مارس: روسيا تنسحب من المحادثات مع اليابان الهادفة إلى توقيع معاهدة سلام، لم تبرم منذ الحرب العالمية الثانية بسبب خلاف حول جزر الكوريل.
  • 22 مارس: اليابان تحتج “بشدّة” على انسحاب روسيا من المحادثات الثنائية وتصفه بـ”غير المبرر”.
  • 26 مارس: روسيا تجري مناورات على جزر الكوريل التي تطالب طوكيو بالسيادة عليها بمشاركة أكثر من 3000 جندي ومئات من القطع العسكرية.
  • 22 أبريل: وصفت اليابان 4 جزر تتنازع مع موسكو على ملكيتها بأنها “محتلة بشكل غير قانوني من قبل روسيا”، حيث استخدمت هذه الصياغة لأول مرة منذ ما يقرب من عقدين.
  • 23 أبريل: رغم توتر العلاقات، توصلت اليابان وروسيا إلى اتفاق بشأن حصة طوكيو السنوية لصيد السلمون والسلمون المرقط الروسي الأصل.
  • 4 مايو: وزارة الخارجية الروسية تعلن فرض عقوبات على 63 يابانيا، من بينهم رئيس الوزراء، بسبب مشاركتهم فيما وصفته بأنه “خطاب غير مقبول” مناهض لموسكو.
  • 1 سبتمبر: الحكومة الروسية تسمح لمجموعتين يابانيتين بالاحتفاظ بحصصهما في مشروع “سخالين-2” للنفط والغاز في الشرق الأقصى الروسي.
  • 22 سبتمبر: السلطات الروسية تعتقل القنصل الياباني في البلاد إثر الاشتباه في قيامه بتجسس.
  • 27 سبتمبر: اليابان تطالب روسيا بالاعتذار بعد اعتقال دبلوماسي “بشكل مسيء”.

إلى أين تتجه العلاقات؟

الأكاديمي المتخصص بالشؤون الدولية، سمير الكاشف، قال إن العلاقات بين روسيا واليابان “إشكالية مرت بمسارات متعددة ما بين الحروب والأزمات التي مازالت تلقي بظلالها على علاقة البلدين خاصة فيما يتعلق بجزر الكوريل التي تستخدمها موسكو للضغط على طوكيو”.

وأضاف الكاشف، في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، أن “موقف اليابان من أزمة أوكرانيا أظهر حالة الحرب الباردة التي يعيشها الجانبان منذ عقود، حيث لم يتوصلا إلى اتفاق سلام بل ظلت جزر الكوريل بؤرة توتر يتم توظيفها في سياق الأزمات الدولية والاصطفاف مع الغرب”.

وأشار إلى أن حالة المعسكرين موسكو وبكين وبيونغ يانغ من جهة وطوكيو وسيول وواشنطن وكانبيرا من جهة أخرى هي “ترمومتر العلاقات ومن ثم جاءت الأزمة الأوكرانية لتزيد من تدهور العلاقات بين روسيا واليابان خاصة مع الموقف القوي لطوكيو والتصريحات المعادية والمشاركة الفعالة في العقوبات الغربية”.

وأوضح أن “اليابان ترى أن سكوتها على ضم روسيا لأراضي أوكرانية سيشجعها على إغلاق ملف جزر الكوريل وضمها على نفس الشاكلة لذلك أخذت موقفا واضحا وابتعدت عن الحياد بأزمة أوكرانيا حتى لا تكون هي الضحية الجديدة للدب الروسي رغم تحسن العلاقات في العقد الأخير سياسيا واقتصاديا”.

وحول تصعيد روسيا باعتقال القنصل الياباني، اعتبره الكاشف رسالة تحذير من موسكو إلى اليابان وستظل الأزمة في الإطار الدبلوماسي ولن تتصاعد إلى صدام في ظل غياب الثقة في الاعتماد المطلق على الدور الأميركي في المنطقة وأيضا تنامي العلاقات بين روسيا والصين. فهل تتجه روسيا واليابان للصدام؟.

Scan the code