التخطي إلى المحتوى

المصدر: الوكالة المركزية

في كلمته الاخيرة مطلع الاسبوع، كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن وساطة مرتقبة قريباً بما خصّ الحدود البرية مع فلسطين المحتلة. وقال إن “استخدام مصطلح ترسيم حدود لبنان البرية مع فلسطين المحتلة خاطئ لأن الحدود مرسّمة، ولا يصح الربط بين الملف الرئاسي والحدود البرية”. وأضاف أن “الوساطة ستركّز على منطقة شمال الغجر لأنهم يريدون حل مسألة الخيمتين وبكل الأحوال هذه مسؤولية الدولة اللبنانية”، لافتاً إلى أن البحث “يتمحور حول النقاط 13 التي يحتلها العدو، وأهمّها نقطة الـB1 في الناقورة، وأيضاً شمال بلدة الغجر ربطاً بملف خيمتَي المقاومة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا”. وشدّد على أن “الملف هو من مسؤولية الدولة اللبنانية، ولا يجوز ربط ملف الحدود البرية بالملف الرئاسي والمفاوضات الأميركية – الإيرانية”. وأضاف: كما في ملف المياه، فإن أيّ خطوة تساعد على تحرير الأرض ستلقى تعاوناً وتضامناً من المقاومة. وحقنا في الأرض نأخذه كاملاً ولا نساوم عليه في ملفات أخرى.

صحيح ان نصرالله اعلن ان الملف هذا مسؤولية الدولة اللبنانية، غير ان مجرد حديثه عن الوساطة المُفترضة وتوقفِه عند كونها ستركّز على مسألة خيمتي حزب الله، يدل على ان الضاحية تفتح باب النقاش بينها مباشرة وبين واشنطن في قضية “الترسيم” البري، بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”.

حتى الساعة، لا معطيات مثبتة حول وجود وساطة اميركية فعلية ولا حول عودة وشيكة للمنسّق الرّئاسي الأميركي لأمن الطّاقة والبنى التّحتيّة الدّوليّة آموس هوكشتاين الى بيروت للبحث في هذه المسألة، حتى ان إعلام “الممانعة” تحدث اليوم عن استبعاد اي زيارة للدبلوماسي الاميركي قريبا. ورغم ذلك، أصرّ نصرالله على التوقف عند ملف “البر” في كلمته، وفي ذلك دلالات كثيرة.

فوفق المصادر، نصرالله، بالاصالة عن الحزب وبالنيابة عن ايران، يبدو يقول للولايات المتحدة، “اننا على استعداد للتعاون في “البر” كما تعاونا في “البحر” لانجاز الترسيم”، مذكّرا اياها ان للحزب الكلمة الفصل والكلمة الاقوى في هذه القضية. هي ورقة جديدة اذا، يرميها محور الممانعة على الطاولة ليُبلغ واشنطن انه مستعد للتفاوض عليها، ما يعني انها لن تُباع بالمجان، بل مقابل ثمنٍ ما.

نصرالله رفض الربط بين الترسيم والرئاسة، لكن هذا ايضا لا يعني شيئا. اذ في لحظة التسوية، قد يأخذ الرئاسة او سواها كـ”جائزة”، حيث ان طهران قد تطلب ثمنا في مكان آخر وفي “ساحة” أخرى. إبان الترسيم البحري، طلب “الايرانيُ” ان يكون المُقابل في العراق، فكان له ما اراد. فأين سيكون الثمن هذه المرة؟