اتّخذت تداعيات الأزمة الرئاسية أبعاداً جديدة في ظلّ تطوّرَين بارزَين صادف أنّهما يتصلان بموقفَي الدولتَين الخليجيّتَين المنخرطتَين في الجهود العربية والدولية لحلّ الأزمة وإعادة لبنان إلى سكّة التعافي وهما المملكة العربية السعودية وقطر.
وبحسب “النهار”، فإن المعطيات التي سُرّبت أمس، من أوساط قريبة من الثنائي الشيعي، بدت لافتة لجهة الإيحاء أنّ طرفَي الثنائي لم يكونا إيجابيّيَن مع عناوين التحرّك القطري.
وأُفيد أنّ الموفد القطري، الذي التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن ثم رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، أبلغ إليهما السعي إلى توافق على مرشّح ثالث، ولكن كلّاً من بري ورعد أبلغاه تمسّك الثنائي بترشيح سليمان فرنجية، وهو الأمر الذي يُستشفّ منه أنّ الثنائي قد ينتظر وصول الموفد الرسمي القطري لاحقاً، وأنّه لن يُسلّم بسهولة “بنهاية” المبادرة الفرنسية لمصلحة ترخيم المبادرة القطرية.
وكتبت” البناء”: أشارت مصادر نيابية على تواصل مع المسؤولين الأميركيين الى أن “الولايات المتحدة لا تحبذ انتخاب أي رئيس محسوب على حزب الله، وتفضّل انتخاب قائد الجيش جوزاف عون، لكنها في حقيقة الأمر لم تنخرط بقوة حتى الساعة بالمعركة الرئاسية بسبب انشغالها بلائحة تطول من الملفات والأزمات والحروب العسكرية والاقتصادية”، وكشفت المصادر لـ”البناء” أن الأميركيين لم يظهروا حماسة خلال اجتماع الخماسية في نيويورك من الحوار واعتبروه مضيعة لوقت ويؤيدون فتح مجلس النواب لانتخاب رئيس وفق الأصول الدستورية والديموقراطية.
وكتبت” الجمهورية”: “لعل أدقّ القراءات التي قاربت الاجتماع الأخير لممثلي دول اللجنة الخماسية في نيويورك، هو انّ هذه اللجنة بالنحو الذي انتهى اليه اجتماعها، لم تعكس فقط انّها كانت مطوّقة بتباينات من داخلها، بل انّها وجّهت إلى الداخل اللبناني رسالةً لا لبس فيها، مفادها انّها تخلّت عن مهمّتها، وقرّرت إعادة تصدير الملف الرئاسي الى منشئه، ومنحت لنفسها إجازةً مفتوحة غير محدّدة بسقف زمني، لمراقبة ما قد يستجد من تطورات او تداعيات مرتبطة به في دولة المنشأ”.
هذا الجو المقفل على مستوى “الخماسية”، والذي لا يبشّر بإيجابيات على مستوى الحوار الداخلي، طوّق المشهد اللبناني بمخاوف على غير صعيد. وعلى ما تقول مصادر سياسية لـ”الجمهورية”، فإنّ “هذه المخاوف مبرّرة، فالخارج، وكما عكس اجتماع الخماسيّة، سحب يده من فرصة الحل التي أتاحها عبر المهمّة التي أُوكلت إلى الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، والداخل كيّف نفسه مع الشغور الرئاسي، وتحكمه إرادة التعطيل واغتيال فرصة الحوار التي أتاحها رئيس مجلس النواب. وما بين سحب فرصة الخارج، والتعطيل الكيدي لفرصة الداخل نتيجة وحيدة؛ تحضير الأرضية اللبنانية لتطوّرات وربما منزلقات ليست في حسبان أحد”.
وكتبت” الديار”: تشير مصادر صحافية إلى أن الموفد الفرنسي جان إيف لودريان سيقترح خلال زيارته إلى بيروت في بداية الشهر المقبل، عقد لقاء في قصر الصنوبر يعرض خلاله رؤيته للحلّ على أن تتم مناقشة هذه الرؤية مع القوى السياسية التي قد تتمثّل بالصف الأول أو الصف الثاني. إذًا، إذا كان الموفد الفرنسي يحمل في جَعبته مقتراحات جديدة، ماذا يحمل الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني الذي يقوم بلقاءات سرّية في لبنان وما هي طروحاته؟
في المعلومات، أن الموفد القطري يجمع المعلومات من القادة ورؤساء الكتل النيابية التي يلتقيها في لبنان ويحضر الأرضية السياسية في لبنان لزيارة سوف يقوم بها قريبا وزير الخارجية القطري بهدف طرح مجموعة افكار تسلم في حلحلة الملف الرئاسي اللبناني والذي بلغ الحائط المسدود مؤخراً. وكما أصبح معروفا أن قطر تطرح في الاروقة الدبلوماسية والسياسية اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون، فهل تتمكن من تأمين اجماع سياسي حول اسمه؟ وهو ما يستبعده كل المراقبين نتيجة اعتراض رئيس تيار الوطني الحر جبران باسيل ودعم الثنائي الشيعي غير المشروط لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية.