التخطي إلى المحتوى

تحذير إسرائيلي فرنسي شديد اللهجة للبنان و”حزب الله” من تحريك الجبهة الجنوبية

بيروت ـ من عمر البردان

فيما تدل كل المؤشرات على أن موعد تغيير الوضع القائم في المناطق الحدودية على أساس قواعد الاشتباك بين “حزب الله” وإسرائيل قد حان، بعد اتساع رقعة المواجهات اليومية بين الطرفين وارتفاع منسوب التصعيد العسكري على الجبهة الجنوبية، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي احترام لبنان لقرارات الشرعية الدولية كافة، وفي مقدّمها القرار 1701، مشيدًا بدور قوات اليونيفيل في حفظ استقرار الجنوب بالتعاون والتنسيق الكامل مع الجيش، معتبرا أنّ منطق القوة في وجه الحق المتبع اليوم لا يستقيم في كل الأوقات، والمطلوب العودة إلى منطق قوة الحق وفق ميثاق الأمم المتحدة وشريعة حقوق الإنسان.
وأعرب ميقاتي خلال تفقّده أمس، بمشاركة قائد الجيش جوزيف عون، منطقة القطاع الغربي في جنوب لبنان للاطّلاع على الأوضاع هناك والمهام التي يقوم بها الجيش بالتعاون مع قوات “اليونيفيل”، عن تقديره العميق لتضحيات الجيش دفاعًا عن لبنان في ظلّ الأوضاع الاستثنائية الراهنة عند الحدود الجنوبية والاعتداءات المتكررة من جانب العدو الإسرائيلي، مؤكدا ثقته أن الجيش سيبقى رمزًا للوحدة الوطنية الجامعة.
وعن زيارته مقرّ قيادة “اليونيفيل”، قال ميقاتي: “أتينا لشكر اليونيفيل على تضحياتها وعلى كلّ ما قدّمته وتقدّمه في سبيل لبنان”، مضيفا “أتينا إلى جنوبنا الحبيب الذي يدفع اليوم كما دفع دوماً، ضريبة دفاعه عن كامل أراضي الوطن بوجه كيانٍ غاصب لا يعرف الرحمة، لنؤكد احترام لبنان المحب للسلام، ولكافة قرارات الشرعيّة الدوليّة”، مجددا المطالبة بوقف إطلاق النار في فلسطين ووقف الجرائم الإسرائيلية، كما طالب بوقف الانتهاكات الإسرائيلية الدائمة للسيادة اللبنانيّة، قائلا “نرى اليوم بأمّ العين إجرام الاحتلال وبطشه، ضاربا بعرض الحائط القرارات والمواثيق الدولية كافة”، وأكّد أنّ “خيارنا هو السلام وثقافتنا هي ثقافة سلام ترتكز على الحق والعدالة والقانون الدولي وقرارات الامم المتحدة”.
وفي سياق غير بعيد، أعلن “حزب الله”، مقتل أربعة من عناصره في جنوب لبنان، ليرتفع عدد القتلى منذ بدء جولة التصعيد الحالية مع إسرائيل إلى 33، فيما كتب نائب أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم عبر منصة “اكس” أن “حزبُ الله في قلب معركة المقاومة للدفاع عن غزَّة وفي مواجهة الاحتلال وعدوانه في فلسطين ولبنان والمنطقة، ويده على الزناد بالمدى الذي يُقدِّرهُ مطلوباً في المواجهة”.
وأضاف أن “العدوان الإسرائيلي على غزَّة ليس حرباً، بل قتلٌ للمدنيين والأطفال والنساء وتدميرٌ للبيوت، وهنا المسؤولية تقعُ على أميركا وأوروبا فضلاً عن الكيان الإسرائيلي. وطوفان الأقصى حقَّق هزيمةً إسرائيليةً لا تُمحى، وتبنِّي أميركا وأوروبا للعدوان والهمجية الإسرائيلية هزيمةٌ إنسانية لا تُمحى”.
في المقابل، وفي تحذير إسرائيلي فرنسي مشترك للبنان و”حزب الله”، قال الرئيس الاسرائيلي إسحاق هرتسوغ خلال لقائه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إن لبنان سيدفع الثمن إذا قرر “حزب الله” الانخراط في الحرب، في حين لفت ماكرون إلى أن باريس بعثت برسائل تحذير لـ”حزب الله” من مغبة التدخل في الحرب.
وفي المواقف، أكد رئيس حركة “الاستقلال” النائب ميشال معوّض، بعد لقاء وفد كتلة “تجدد” مفتي الجمهوريةِ الشيخ عبد اللطيف دريان، أن دار الفتوى مرجعية وطنية كبرى شكّلت وتشكّل الضمانة للبنان وسيادته ووحدة أبنائه، مشددا على رفض الحركة لحرب غزة وقتل الأطفال والأبرياء والتعرض للمستشفيات والأماكن المقدسة. كما أكد الدعم الثابت والمستمر لقضية الشعب الفلسطيني وبناء دولته المستقلة وفقاً لحلّ الدولتين، مشدّدا على دعم الجهود العربية
والدولية لحماية المدنيين وإدخال المساعدات إلى غزة، داعيا المجتمع الدولي إلى ممارسة كلّ الضغوط للوصول إلى حل عادل وشامل يستردّ الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
كما رفض معوض زجّ لبنان في أيّ مغامرة قد تعرّضه للدخول في ساحة الصراع رغماً عن إرادة أبنائه، ودعا باسم اللبنانيين وحفاظاً على مصالحهم لتحييد لبنان عسكرياً عن الصراع المدمر ما يعني استعادة قراره السيادة ورفض تلزيم هذا القرار لأي جهة.
في الاثناء، عرض رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، مع سفيرة الولايات المتحدة الأميركيّة في لبنان دورثي شيا، لآخر التطورات في لبنان والمنطقة، وزارت السفيرة شيا وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، وجرى عرض للأوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة.
وفي ظل ارتفاع منسوب التصعيد العسكري بين الطرفين، أفيد عن تحليق للطيران الاستطلاعي
الاسرائيلي فوق قرى القطاع الغربي أمس، كما حلّق الطيران الحربي بعيد منتصف الليل فوق الساحل اللبناني، وكان جيش الاحتلال أطلق قنابل مضيئة ليلًا فوق الناقورة واللبونة وعلما
الشعب.