التخطي إلى المحتوى

وأعلنت القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية أن الحرب على غزة ستطول، وقد تستمر لأشهر. ومن شأن ذلك أن يدل على أن إسرائيل تسعى إلى احتلال القطاع وبقاء جيشها فيه لفترة طويلة. لكن على ما يبدو أن القيادة السياسية الإسرائيلية تشكك في إمكانية تحقيق أهداف الحرب التي أعلنتها، وهي “مترددة حيال خطوات عسكرية مختلفة وبأحجام متنوعة”، وفق ما ذكرت صحيفة “هآرتس” اليوم الأحد.

ويدل على ذلك لقاءان عقدهما في الأسبوع الماضي، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مع مفوض شكاوى الجنود السابق يتسحاق بريك، وهو ضابط برتبة لواء في الاحتياط، ويعتبر أبرز ضابط إسرائيلي يوجه انتقادات للجيش وأصدر تقارير عديدة خلال السنوات الماضية حول جهوزية الجيش الإسرائيلي، وخاصة سلاح البر فيه للحرب. كذلك التقى وزير الأمن يوآف غالانت مع بريك يوم الجمعة، حسبما ذكرت الصحيفة.

ودعا بريك، من خلال وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى الامتناع عن شن اجتياح بري كبير لقطاع غزة “في هذه المرحلة”. ونقلت القناة 14 التلفزيونية والتي تعتبر بوقاً لنتنياهو، عن مصادر لم تذكر هويتها قولها إن “الوضع عند الحدود اللبنانية يتعقد، ولذلك ثمة حاجة إلى عدم الدخول إلى غزة الآن”.  

وأوضحت الصحيفة أنه تتعالى أسئلة في إسرائيل حول قدرة المجتمع والاقتصاد الإسرائيلي على الصمود لفترة طويلة، خاصة إثر استدعاءات مئات الآلاف من جنود الاحتياط وتوقفهم عن العمل، إلى جانب “خطر التورط بسبب خسائر في جانبنا أو بسبب استهداف مكثف للمدنيين الفلسطينيين، ما من شأنه أن يؤدي إلى محاولة أميركية وأوروبية لوقف الهجوم الإسرائيلي”. 

من الجهة الأخرى، أشارت الصحيفة إلى أن “هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي تبدو مصرّة على التوجه إلى الخطة البرية”، لافتة الى ان “الروح السائدة في أروقته تعتبر أنه على إثر حجم الضرر بالشعور بالأمن لدى جميع مواطني إسرائيل، مُنح الجيش الإسرائيلي تصريحا لمرة واحدة بأن يقتل ويُقتل، في محاولة لاستعادة بعض الأمور إلى سابق عهدها. وهذا يبدو كمسألة قومية، لكنه رسالة إقليمية بالغة الأهمية، بأن إسرائيل ما زالت قوية وأنه يوجد سبب لدول مثل مصر والسعودية بالتمسك بتحالفات إستراتيجية معها”.

غير أن الدافع الأساسي لإصرار قيادة الجيش الإسرائيلي على توسيع الحرب وشن الاجتياح البري يتعلق بغريزة الانتقام من “حماس” والفلسطينيين في قطاع غزة في أعقاب هجوم السابع من الشهر الحالي. وحسب الصحيفة، فإن القيادة الأمنية “تحمل على كاهلها مشاعر قاسية جدا” بسبب إخفاقها بعدم توقع هجوم حماس والخسائر التي لحقت بإسرائيل جراءه.

من الجهة الأخرى، تقترب إسرائيل من إجلاء 200 ألف مواطن من بيوتهم وبلداتهم القريبة من مناطق القتال في جنوبها وشمالها، إلى جانب مستوطنين غادروا هذه المناطق طوعاً وبمبادرتهم الذاتية.

وأشارت صحيفة “معاريف” إلى أن “السؤال الأول يتعلق بنوعية الحلول الموجودة بأيدي الجيش الإسرائيلي لمواجهة تهديدات أنفاق حماس، وبحيث يستغل تفوقه البارز فوق الأرض. والسؤال هو هل سينجح الجيش الإسرائيلي منذ المرحلة الأولى في دفع خط الدفاع الأول لحماس إلى الخلف، والتركيز على ممارسة ضغوط على مراكز قوة حماس في المدن الكبرى وفي مقدمتها غزة”.

وأضافت الصحيفة أن “السؤال الثاني بشأن غزة متعلق بقدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق إنجازات حقيقية في ميدان القتال، وبحيث يكون بالإمكان ترجمة الإنجازات إلى هدف سياسي لا يبقي مكاناً للشك حيال قدرة حماس على مواصلة قيادة قطاع غزة بعد الحرب. وأي شيء أقل من ذلك سيعني عدم تنفيذ الأهداف التي وضعتها دولة إسرائيل أمامها بالقضاء على حماس والانتصار عليها بصورة واضحة”.

وقالت الصحيفة إن “السؤال الأكبر يتعلق بلبنان طبعاً”، مضيفة: “كل ما قيل حتى الآن سيتأثر من تحول أيام القتال في الشمال إلى معارك حقيقية، وبذلك سيكون التدهور إلى حرب في الجبهة الشمالية قصيرا. ونشوب حرب في الجبهة الشمالية سيحول الجبهة الجنوبية على الفور إلى جبهة ثانوية”.