التخطي إلى المحتوى

بالصورة- العثور على الكلب الذي اختفى في المطار!



قبل خمسين عاما وبالتحديد في الخامس من شهر سبتمبر/ أيلول عام 1972 أقدم مسلحون فلسطينيون تابعون لمنظمة ” أيلول الأسود ” على اقتحام القرية الأولمبية في ميونيخ الألمانية، وقتلوا رياضيين إسرائيلييْن اثنين واحتجزوا تسعة آخرين رهائن، وطالبوا بالإفراج عن 232 أسيراً فلسطينيا. وانتهت العملية بالفشل ومقتل 18 شخصا بينهم 11 إسرائيليا وخمسة من الفدائيين الفلسطينيين وطيار وضابط ألمانيين.

وقد توصلت الحكومة الألمانية وعائلات القتلى الإسرائيليين مؤخراً، إلى اتفاق (تسوية سياسية) بعد مفاوضات استمرت عشرات السنين. الاتفاق ينص على ان تدفع الحكومة الألمانية بموجبه لهذه العائلات مبلغ 28 مليون يورو. الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ سارع لشكر ألمانيا على هذه التعويضات اعترافاً منها بـ”ظلم تاريخي”، حسب رأيه. يعني ، إذا كانت ملايين الدولارات متوفرة، فكل شيء قابل للحل عند (أولاد العم) وهذه طبيعتهم تاريخياً. لكن السؤال المطروح لماذا قامت منظمة أيلول الأسود بعملية ميونيخ؟

هذا السؤال لم يطرحه العالم المنحاز دائما لجانب إسرائيل. لكن لكل فعل ردة فعل. والعالم يحاسب دائماً الفلسطيني على ردة فعله ولم يحاسب المحتل الظالم على فعله. اسمعوا الحكاية: في الثامن من شهر يوليو/تموز عام 1972 نفذ جهاز المخبرات الإسرائيلي (الموساد) عملية اغتيال القيادي والمناضل الفلسطيني الكبير غسان كنفاني في العاصمة اللبنانية بيروت. وهذه العملية كانت رسالة واضحة من إسرائيل للفلسطينيين مفادها أن إسرائيل تسنطيع الوصول إلى أي قيادي فلسطيني بغض النظر عن مهامه عسكرية أم سياسية أم أدبية، كما جرى مع الراحل الشهيد غسان كنفاني، الذي كان من خيرة الكتاب والروائيين والسياسيين العرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص.

العالم الغربي لم يكن له رد فعل على اغتيال كنفاني ولم نسمع أي إدانة رسمية لهذه العملية، ومن الطبيعي أن يكون للفلسطينيين رد فعل على العملية التي لا يمكن أن تمر مر الكرام، وخصوصا عملية اغتيال شخصية فلسطينية سياسية وأدبية بحجم غسان كنفاني. وكانت عملية ميونيخ أيضاً رسالة لإسرائيل من الفلسطينيين مفادها أنهم يستطيعون أيضاً الوصول إليهم في الخارج.

أليس من حق الفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم ليسمعوا العالم أنهم أصحاب حق؟ لماذا لم يوجه العالم لإسرائيل تهمة الإرهاب عندما قتلت غسان كنفاني، بينما استخدم هذا العالم كل عبارات الإدانة والإرهاب

ضد الفلسطينين. بعد مرور 50 عاماً على عملية ميونيخ تلقت عائلات القتلى الإسرائيليين تعويضات مالية، لكن بعد مرور 50 عاما على اغتيال إسرائيل لغسان كنفاني لم تتلق عائلته من هذا العالم أي شيء، لا مادي ولا معنوي. وكأن إسرائيل يحق لها ما لا يحق لغيرها. فقط لأنهم أصحاب محرقة.

وما دام الشيء بالشيء يذكر، فلا بد أيضا من تذكير العالم بمرور أربعين عاماً على مجزرة مخيم صبرا وشاتيلا للفلسطينيين، والتي أثبتت التحقيقات بما فيها الإسرائيلية أن إسرائيل هي التي عملت على ارتكاب هذه المجزرة التي وقعت في منتصف أيلول عام 1982 وذهب ضحيتها حوالي 3500 من سكان المخيم. هؤلاء الضحايا لم يتلقوا أي تعويض.

فهل الدم الفلسطيني مباح والدم اليهودي مصان؟ أم أن ما يجري في أوردة اليهودي دم وما يجري في أوردة الفلسطيني ماء؟ سؤال موجه للعالم مع معرفتي مسبقاً أن لا جواب لآن القضية تتعلق باليهود.

إقرا ايضا في هذا السياق:

Scan the code