التخطي إلى المحتوى


فى إطار مساعى مصر للتحول إلى مركز إقليمى للطاقة، وقعت عددًا من الاتفاقيات مع الدول المنتجة للغاز الطبيعى فى إقليم شرق المتوسط، ومنها ما يلى، فى شهر سبتمبر 2018 وقع وزير الطاقة المصرى ونظيره القبرصى اتفاقية لإنشاء خط أنابيب بحرى يربط حقل غاز “أفروديت” القبرصى – الذى تقدر احتياطاته بنحو 4.5 تريليونات قدم مكعبة بمحطات الإسالة فى مصر ويستهدف الاتفاق نقل الغاز الطبيعى القبرصى إلى مصر لتسييله ثم إعادة تصديره إلى دول الاتحاد الأوروبى.


 


وقعت مصر من خلال شركة “دولفيونس ” مع إسرائيل من خلال شركتى “ديليكدريلينج” و”نوبل إنرجي” اتفاقا فى فبراير 2018 يقضى بتصدير غاز طبيعى من الحقول الإسرائيلية إلى منشأة الإسالة المصرية بقيمة 15 مليار دولار لنقل 32 مليار متر مكعب، وقد تم تعديل الاتفاق خلال شهر أكتوبر 2019 الذى تضاعفت خلاله الصادرات الإسرائيلية إلى 60 مليار متر مكعب على مدار 15 عاما.


 


يمثل الاتفاق بين مصر وسوريا والأردن ولبنان خلال شهر سبتمبر 2021، فيما يتعلق بإحياء الخط الغاز العربى، بهدف نقل الغاز المصرى إلى لبنان عبر سوريا والأردن، مؤشرًا على دور مصر فى إدارة قواعد اللعبة المنظمة لنقل الغاز الطبيعى لدول إقليم شرق المتوسط، خاصة بعدما توقف الخط خلال عام 2011 بسبب الأحداث التى مرت بها المنطقة.


 


وتوظف مصر فى كل ذلك إمكاناتها اللوجستية الفريدة، إذ تتميز دون غيرها من دول إقليم شرق المتوسط بالبنية التحتية التى تؤهلها لتحقيق حلم التحول لمركز إقليمى للطاقة، سواء من التقارب الجغرافى بين حقول الغاز المكتشفة فى كل من قبرص وإسرائيل بمصر, أو قناة السويس وخط أنابيب “سوميد”، حيث يعملان كممر وطريق لعبور النفط والغاز الطبيعى الذى يتم شحنه من الخليج إلى أوروبا، فبجانب قناة السويس وما تحمله من أهمية كأسرع طريق بحرى بين قارتى آسيا وأوروبا، علاوة على مرور نحو 15% من حركة الملاحة العالمية فيها، يوفر خط سوميد طريقًا بديلًا لنقل الطاقة من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط فى حال تعثر عملية النقل عبر قناة السويس، حيث يمتد الخط البالغ طوله 322 كم من العين السخنة على خليج السويس إلى سيدى كرير على البحر الأبيض المتوسط.


 


من ناحية أخرى، تمتلك مصر محطتى إسالة (إدكو ودمياط)، وهما المصنعان الوحيدان للغاز المسال فى شرق البحر المتوسط، ما يمنح مصر ميزة لا تتوافر لباقى الدول، حيث تستطيع المنشأتان تسييل ما يقدر بنحو 19 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا. فضلا عن أن استضافة مصر لمنظمة غاز شرق المتوسط، وانخراطها فى التفاعلات الجماعية والتعاونية بالمنطقة يسهمان بشكل كبير فى تحولها إلى مركز إقليمى للطاقة.