التخطي إلى المحتوى

شركة Sony ليست جديدة على سوق السماعات، حيث تحظى سماعاتها الموجهة نحو الموسيقى (وخاصة XM5) بتقدير كبير، كما لاقت سماعات Sony Pulse 3D التي استهدفت جمهور PS5 استحساناً كبيراً أيضاً. لكن عملاقة التكنولوجيا اليابانية تصنع خطاً كاملاً مخصصاً لقطاع الحاسب الآن مع مجموعة جديدة من سماعات الجيمينج: Sony Inzone H3 و Inzone H7 و Inzone H9.

هذه المراجعة مخصصة لسماعات Sony Inzone H9، وهي سماعات لاسلكية يبلغ سعرها 300% تتضمن ميزة إلغاء الضوضاء (ANC)، وتتوافق مع الحاسب و PS5، وتمتاز بتصميم لا يتوافق فقط مع ألوان PS5، بل أيضاً مع حجمه. وبعدما أمضيت أكثر من أسبوع مع سماعة الرأس، أثارت براعة الصوت وقائمة ميزاتها الشاملة إعجابي، لكن سعرها وميكروفونها الضعيف جعلاني أتأنى بالتوصية بها على الفور.

التصميم والميزات

لو استخدمتم سماعات Pulse 3D من قبل فقد تجدون بعض أوجه التشابه مع Inzone H9. حيث تأتي كلتاهما بنفس لوني منصة PlayStation 5 الأبيض والأسود، وعلى الرغم من أن Sony لا تقول صراحةً أن سماعات Inzone الجديدة تستهدف أصحاب PS5، لكن من الواضح تماماً توجههم فيما يخصها.

وهذا ليس شيئاً سيئاً في حد ذاته، حيث تبدو هذه الألوان أنيقة وعصرية، وإذا كنتم تملكون منصة PS5 فستبدو كجزء من ملحقاتها. لكن على عكس Pulse 3D، تأتي H9 بتصميم ضخم. يبدو الأمر كما لو أن المصممين تلقوا مذكرة تفيد بأن السماعات لا يجب أن تتطابق فقط مع لون كونسول PS5 ولكن أيضاً مع حجمه. تتميز H9 بوسادات أذن كبيرة الحجم بيضاوية الشكل قد تشبه تلك التي يستخدمها الطيارون. لذا فقد تبدو مضحكة بعض الشيء عند ارتدائها، ولو كان رأسكم صغير الحجم فستبدون كالأقزام أثناء استخدامها.

لكنها لحسن الحظ مريحة جداً. فعلى الرغم من أنها كبيرة الحجم إلا أن Sony قامت بعمل جيد بالحفاظ على وزنها الإجمالي عند 327غ، وبفضل الحشوة الجلدية الفاخرة (والسميكة للغاية) لوسادات الأذنين، فهي مريحة جداً على الرأس. أمضيت عدة جلسات تمتد من 3 إلى 4 ساعات، سواء كان ذلك أثناء مشاهدة المسلسلات أو لعب بعض المباريات في Apex Legends أو Halo Infinite، ولم أشعر أنني بحاجة لخلعها لأخذ قسط من الراحة. لكن ترتفع درجة حرارة الحشوة الجلدية قليلاً بعد فترة، لذا ينصح بإبقاء مكيف الهواء قيد التشغيل.

أحد خيارات التصميم التي أعجبتني هي أن وسادات الأذن تدور بشكل مسطح. وهذا لا يمنحكم المزيد من قابلية الضبط أثناء ارتدائها فحسب، بل يسهل أيضاً حملها أو لفها حول الرقبة. ويمكن توسيع مفصل وسادات الأذنين لمزيد من ضبط الارتفاع، والتي تمتاز بخطوات متدرجةتصدر طقة لتحديد عدد الأسنان التي قمتم بالتثبيت عليها (بالرغم من أني أود لو كانت عليها علامات رقمية أيضاً). يمكن تمديدها بما يكفي لتكون مريحة للأشخاص ذوي الرؤوس الكبيرة.

خيار التصميم الآخر الذي أعجبني هو حلقات أضواء الـ LED الموجودة في المنطقة التي تتصل بها وسادات الأذنين بقوس الرأس. تومض أضواء الـ LED باللون الأبيض عند الاتصال بدونجل لاسلكي 2.4Ghz، وبالأزرق عند الاتصال عبر البلوتوث. وهذا جانب لا أنتظر من أي شركة مصنّعة الابتكار به، وذلك لأن مثل هذه المؤشرات تكون عادة أضواء LED صغيرة توضع بجانب زر التشغيل، لكنها تبقى إضافة رائعة.

ومن ناحية المنافذ، يوجد على وسادة الأذن اليسرى بكرة للصوت، وزر لتشغيل وإيقاف إلغاء الضوضاء (ANC)، ومنفذ USB-C للشحن. أما وسادة الأذن اليمنى فتحتوي على زري مزج اللعبة والدردشة، وزر لتشغيل وإيقاف البلوتوث وزر الطاقة. لا يوجد مقبس سماعة رأس 3.5 مم، وهو أمر مخيب للآمال إلى حد ما بالنسبة إلى سماعات بهذا السعر، وبالتالي لا تتوافق السماعات إلا مع الحاسب و PS5 باستخدام دونجل USB اللاسلكي.

وبالحديث عن ذلك، يأتي الدونجل اللاسلكي بشكل يشبه محرك الأقراص المحمول بحجم قياسي، وبالتالي لن يأخذ مساحة أفقية كبيرة على الحاسب أو PS5. يأتي الدونجل مع مفتاح توافق مع الحاسب و PS5 والذي عليكم تحريكه قبل استخدامه على أي من المنصتين.

تطبيق Inzone Hub

يجب تنصيب تطبيق Inzone Hub من Sony لو كنتم تريدون تعديل ملف تعريف الصوت، لكن نظراً لأن معظم الخيارات الموجودة يمكن تعديلها من السماعات نفسها، فيمكنكم حذفه بعد الانتهاء من الإعدادات. يمتاز تطبيق Inzone Hub بالمتانة بالرغم من أنه عادي من حيث طريقة التقديم. كما يتم تحميله بسرعة.

يمكنكم من صفحة ’إعدادات الصوت‘ في التطبيق تعديل موازن الصوت ذو النطاقات الـ 10 أو الاختيار من بين 3 إعدادات مسبقة، وتشغيل الصوت المحيطي (Spatial Sound) (المزيد حو ذلك لاحقاً)، وتشغيل ميزة إلغاء الضوضاء أو الوضع المحيطي (Ambient Mode)، والتحكم بالنطاق الديناميكي بين مرتفع / منخفض / إيقاف، والتحكم بمستوى الصوت الكلي للميكروفون ووظائف أخرى.

توفر صفحة ’إعدادات الجهاز‘ بعض الخيارات المتعلقة بالهاردوير. يمكنكم تغعيل إيقاف التشغيل التلقائي، وإدارة أضواء الـ LED، وتحديد تشغيل ميزة إلغاء الضوضاء (ANC) وأيضاً كيفية عمل ميزة (ANC) والبلوتوث في المرة التالية التي تقومون بها بتشغيل السماعات.

يتوفر تطبيق Inzone Hub فقط لمستخدمي Windows، لذا إذا كنتم تستخدمون نظام Mac فلن يحالفكم الحظ. ولا يمكن نقل الإعدادات المسبقة لموازن الصوت إلى PS5، كما لا يدعم PS5 أي خيارات موازن صوت كما هو الحال مع Pulse 3D. كان هذا أمراً مخيباً للآمال إلى حد ما، حيث يتوقع المرء أن تمتاز السماعات بالمزيد من التوافق مع المنصة نظراً لأنها أحد منتجات Sony.

لكنها تدعم منصة PS5 من نواح أخرى. حيث تتسبب أية تغييرات في مستوى الصوت أو ميكس الدردشة بظهور نافذة منبثقة لواجهة المستخدم على الشاشة، بالإضافة إلى إطهار مقدار عمر البطارية المتبقي. وهذا يجعل H9 تبدو كجزء طبيعي من PS5، ويوفر أفضلية متميزة لا تتمتع بها أي سماعة لاسلكية أخرى. آمل أن تطبق Sony هذا الأمر بشكل أكبر وتنفذ ميزات موازن الصوت الضرورية والهامة في تحديث مستقبلي.

أداء الصوت

تستخدم Sony Inzone H9 محركات 40 مم مع نطاق تردد من 5 هرتز إلى 20.00 هرتز، وهي مدعومة بما يشبه العادم على كل وسادة لتحسين استجابة الجهير منخفض التردد.

تم ضبط محركات الصوت بشكل جيد في معظم الوقت (تم رفع صوت الجهير الفرعي قليلاً مما قد يجعلكم تشعرون بضجيج وقوة الإنفجارات بشكل جيد). صوت الجهير بحد ذاته كثيف جداً لكنه ينساب بسلاسة بالنسبة لأداء النطاق المتوسط، والذي تمكنت Sony من الحفاظ عليه ثابتاً نسبياً. كان يمكن جعل الترددات العالية متفاوتة بعض الشيء لكنها توفر الكثير من التفاصيل.

انطباعي العام هو أن Sony ضبطت المحركات لألعاب الطور الفردي الغامرة، وهي موطن قوة PlayStation حتى الآن. تبدو ألعاب مثل God of War و The Last of Us Part I رائعة مع سماعات الرأس هذه. يمكن أن يصل الجهير الفرعي إلى مستوى منخفض جداً لإبراز صوت الضربة المطلوب عندما يدوس ’كراتوس‘ على الأرض لامتصاص كرات الصحة أو يحطم الصناديق بغضب لجمع محتوياتها. كما تظهر المؤثرات الصوتية البيئية في The Last of Us Part I والموسيقى التصويرية الرائعة فيها بشكل احترافي في سماعات H9، والتي تعززها بشكل أكبر تكنولوجيا Tempest 3D Audio من PlayStation.

ومن ناحية أخرى، تركز السماعات جيداً على تموضع الصوت أيضاً. هناك قسم مبكر في The Last of Us Part I حيث ندخل مركزاً تجارياً مهجوراً يعج بمخلوقات Clickers. تمكنت سماعات H9 من إبراز أصوات ’الطقطقة‘ المزعجة فوق غيرها، وأحاطتني بتلك الأصوات التي جعلتني أتوقف مؤقتاً حرفياً وأعيد النظر فيما إذا كنت أريد إكمال اللعب. لقد لعبت عبر ذاك القسم عدة مرات من قبل، لكني لم أشعر يوماً بهذا التوتر من المشهد كما شعرت وأنا أستخدم سماعات H9.

كما كان أداء السماعات رائعاً مع ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول مثل Apex Legends. هناك إحساس ممتاز بأبعاد الصوت الأفقي والعامودي، مما يسمح لي بتتبع الخطوات ونيران العدو بدقة. في لحظة معينة عندما كنت أبحث عن الإمدادات على منصة أعلى، سمعت صوت خطوات صغيرة تحتي. انتقلت على الفور إلى خلف بعض الصناديق بينما كنت أتتبع صوت الخطوات التي كانت تقترب من السلم المجاور لي. عندما اقترب العدو من مصب السلم فتحت النار على الفور وقتلته. لقد ذهلت للغاية بمدى روعة أداء سماعات H9 في هذه اللحظة بالذات.

تقدم السماعات أداء نطاق الصوت المحيط المتوقع من سماعات عزل تام. حيث تمتاز بأداء قوي في نطاق الترددات المتوسطة والعالية التي تبدو حاضرة وواقعية أمامكم. يمكنكم توسيع نطاق الصوت المحيط مع ميزة 360 Spatial Sound في تطبيق Inzone Hub، لكنها لم تثر إعجابي للغاية. يمكنكم استخدام الصوت المحيطي المكاني في إعداده الافتراضي، أو تفعيل التخصيص الشخصي الذي يتطلب تنزيل تطبيق للأجهزة المحمولة والتقاط صور لأذنيكم، ثم تقوم Sony بعد ذلك بتحليل رياضي لتقديم ملف تعريف صوت “مخصص”.

وجدت ميزة 360 Spatial Sound سيئة جداً. وبالرغم من أنها توسع نطاق الصوت المحيط قليلاً، لكنها تدمج جميع الترددات الأخرى معاً في فوضى واحدة. تم تدمير أبعاد الصوت بالكامل، حيث خفتت الترددات متوسطة المدى كما لو أنكم تستمعون من خلف قطعة قماش مبللة، وتم التخلص بالكامل من حيوية الترددات عالية المدى. أنصحكم بعدم تشغيل الميزة لأن محركات الصوت قادرة على تقديم صوت استريو محيطي جيد أكثر من أي حل افتراضي.

يمكن أن يكون صوت Inzone H9 مرتفعاَ بشكل كبير، أكثر بكثير من أي سماعة رأس لاسلكية أخرى استخدمتها من قبل. عادة ما أترك مستويات الصوت عند حوالي 90% -100% ولكن بالنسبة إلى H9 كان عليّ أن أخفضها إلى 65% -70% قبل أن تصبح مرتفعة بشكل غير مريح. كان هذا هو الحال على PS5 أيضاً، حيث تكافح معظم السماعات اللاسلكية لإنتاج مستويات صوت مناسبة لأسباب غريبة.

كما ذكرت من قبل، تدعم السماعات الاتصال عبر البلوتوث، ولحسن الحظ تتميز بالاتصال المتزامن بينها وبين اللاسلكي 2.4 جيجا هرتز. وهذا يعني أنكم تستطيعون تحميل Discord على هاتفكم المحمول للدردشة مع الأصدقاء، وفي نفس الوقت سماع صوت اللعبة من الحاسب أو PS5. وفي هذه الحالة يقوم زر اللعبة/الدردشة بتخفيض صوت اللعبة وليس الجهاز المتصل عبر البلوتوث، وهو أمر مخيب للأمل قليلاً. لكن فيما يتعلق بالاستخدام العادي داخل الألعاب، يعمل مزيج الدردشة على النحو المنشود.

أداء ميزة إلغاء الضوضاء

مع الخبرة التي تتمتع بها Sony مع سماعات 1000XM5 ، فقد يفترض المرء أنها ستبرع بتقديم ميزة إلغاء الضوضاء النشط (Active Noise Cancellation) في Inzone H9. لكنها للأسف لم تفعل.

تنجح الميزة بالتخلص من الأصوات ذات الترددات المنخفضة مثل مراوح الحاسب، ولكن أي شيء أعلى من ذلك سيتسرب بوضوح شديد. تمكنت السماعات أيضاً من جحب صوت المروحتين 200 مم على حاسوبي دون أي مشكلة، لكن آمالي في فلترة صوت ابن أخي وهو يبكي ويصرخ أثناء لعبه في Fortnite قوبل بخيبة أمل.

لكن بالرغم من أدائها الضعيف، فقد ترغبون بإبقاء ميزة إلغاء الضوضاء مفعلة. حيث أن أداء الجهير يبدو أكثر امتلاءً وقوة مع تفعيلها. ربما يرجع ذلك إلى أن ميزة إلغاء الضوضاء تضع صوت الجهير الفرعي فوق بقية الأصوات ويجعله أكثر وضوحاً، ولكنها أيضاً تجعل الصوت أكثر “دمدمة” بقليل مما قد لا يرضي الجميع.

مع إيقاف تشغيل ميزة إلغاء الضوضاء، يبدو أن الصوت يفتقر للجهير إلى حد ما ولكنه يصبح أنظف بكثير نتيجة لذلك. لحسن الحظ توفر وسادات الأذن الجلدية إلغاءً ممتازاً للضوضاء السلبية حتى تتمكنوا من إيقاف تشغيل ميزة إلغاء الضوضاء إذا كنتم تفضلون ذلك.

أداء الميكروفون

تستخدم سماعات Inzone H9 ذراع ميكروفون يمكنكم رفعه لكتم صوته. الصوت الذي يوفره الميكروفون رديء جداً، وبصراحة هو إلى حد بعيد أسوأ ميكروفون قمت باختباره على سماعة لاسلكية من قبل. يبدو الصوت آليا وغير طبيعي، وهناك قدر كبير من الضغط الذي يقلل درجة الوضوح كثيراً. أعتقد أنه سيكون صالحاً للاستخدام للدردشة أونلاين، لكن أتوقع بعض الشكاوى من الطرف المتلقي حول عدم وضوح الصوت. يعد الميكروفون خيبة أمل كبيرة بالنسبة لسماعات تكلف ما يقرب من سعر الإصدار الرقمي من PS5.

Battery Life

وعدت Sony بعمر بطارية يبلغ 32 ساعة لسماعات Inzone H9 مع تشغيل ميزة إلغاء الضوضاء، وهو أمر صحيح وفقاً لما يمكننا قياسه. يمكنكم دفع عمرها لـ 50 ساعة تقريباً من وقت اللعب مع إيقاف تشغيل ميزة إلغاء الضوضاء، بينما قد تختلف الأرقام أدناه إذا كان البلوتوث نشطاً.

هناك شيء واحد يجب وضعه بالاعتبار مع H9 وهو أنها لا تخطركم بانخفاض طاقة البطارية على الإطلاق. ما لم تقوموا بالتحقق بشكل دوري من نسبة البطارية على Inzone Hub أو PS5، فإن السماعات لا تبذل أي جهد لإخباركم بأنها على وشك النفاد. حتى أنها لا تصدر صوت تحذير، وستتوقف عن العمل بمجرد نفاذ البطارية.

تدعم البطارية لحسن الحظ الشحن السريع. تقول شركة Sony أن الشحن لمدة 10 دقائق يجب أن يشغلها لحوالي 60 دقيقة، أو يمكنكم استخدام السماعة أثناء الشحن أيضاً.

مع ميكروفون ضعيف وسعر باهظ، لا تقدم Inzone H9 من Sony عرضاً ذا قيمة جيدة. فهناك سماعات من علامات تجارية منافسة أخرى بتكلفة أقل بكثير وتقدم نفس جودة الميزات. لكن لو كنتم لا تمانعون ثمنها أو تمانعون وجود ميكروفون رديء الجودة، فإن هناك الكثير من الميزات التي ستثير إعجابكم في H9. فهي مريحة للغاية ومليئة بالميزات الجيدة وجودة الصوت الرائعة سواء بألعاب الطور الفردي أو الجماعي.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

Scan the code