التخطي إلى المحتوى

|

في ظل تصريحات المسؤولين اللبنانيين المستمرة عن إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، أكدت صحيفة روسية أن هذه العودة ليست بالأمر السهل، وذكرت أن روسيا ترغب في ذلك لتحقيق أهداف متعددة، فيما تتلكأ دمشق بهذا الخصوص ولا تساعد على توفير الشروط المناسبة لإنجاح هذا المشروع.

وفي تقريره الذي نشره موقع “نيوز رو”؛ قال الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، كيريل سيميونوف، إنه من أجل تسجيل نقاط سياسية أدلى مسؤولون لبنانيون ببيانات من هذا النوع في وقت سابق، غير أنهم فشلوا في حل مشكلة اللاجئين السوريين الموجودين في لبنان حتى اللحظات الراهنة.

وبحسب الكاتب؛ فقد أثارت الأرقام بشأن عودة عشرات الآلاف من اللاجئين إلى سوريا والتي كشف عنها المسؤولون اللبنانيون مخاوف المنظمات الإنسانية الدولية.

بينما صرح المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم بأن عملية إعادة اللاجئين ستكون طوعية، وتستند إلى آلية استخدمت لأول مرة في عام 2018. وتحدث الموقع الروسي عن لجوء السلطات اللبنانية لهذا الإجراء لأسباب اقتصادية وطائفية.

مخاطر جمة

وأفادت الصحيفة بأن بيروت تحدثت في يوليو/تموز عن عزمها إعادة حوالي 15 ألف لاجئ شهريا إلى سوريا بناء على تلقي تأكيدات بأن دمشق أصبحت أكثر أمنا بعد حرب دامت حوالي عقد من الزمن.

وأضاف سيميونوف أن التهديد الرئيسي للاجئين السوريين يتأتى من الهياكل الأمنية للنظام السوري نفسه.

وكان رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان كريستوف مارتن قد أوضح أن البيانات التي قدمتها السلطات اللبنانية تتضارب مع الواقع، مستبعدًا عودة واسعة النطاق للسوريين وستشمل إجراءات العودة عددا صغيرا نسبيا من اللاجئين.

وتابع بأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لديها بعض المخاوف من إمكانية تعرض اللاجئين للقمع من قبل النظام السوري، حيث تأكد أن نسبة مهمة من العائدين قد اعتقلوا من قبل المخابرات السورية.

اقتصاد منهار

ومقارنة بعام 2019؛ تدهور الوضع الاقتصادي في سوريا بشكل أكبر وبات أكثر من 9.3 ملايين سوري عرضة لمواجهة انعدام الأمن الغذائي، بينما يعيش أكثر من 80% من السوريين في الفقر المدقع في وقت لم يتغير فيه مستوى القمع.

وأخذًا بهذه التفاصيل، من غير المرجح أن يرغب اللاجئون السوريون الموجودون بلبنان في العودة الجماعية والطوعية إلى سوريا. وفي الوقت نفسه؛ فإن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها لبنان ستجبر السوريين على البحث عن طرق وثغرات جديدة للوصول إلى أوروبا أو إلى الخليج العربي بدلاً من العودة إلى سوريا.

10 ملايين!

وذكّر سيميونوف بالتصريح الذي أدلى به اللواء جميل حسن، مدير المخابرات الجوية في وقت سابق؛ والذي قال فيه إن “وجود 10 ملايين شخص موثوق بهم وموالين للحكومة في سوريا أفضل من وجود 30 مليون مخرب”.

وفي هذا الصدد؛ تحوم بعض الشكوك حول مدى مصداقية موقف السلطات السورية بشأن استعدادها للتعاون مع لبنان في مسألة إعادة اللاجئين السوريين.

وترحب دمشق فقط بكبار رجال الأعمال، الذين عاد بعضهم إلى سوريا بعد الحصول على ضمانات من أعلى مستوى، مثلما ما حدث مع محمود طلاس فرزات.

كما أشار الكاتب إلى أن السلطات السورية تعمل على تعقيد عملية عودة السوريين، وتواصل استخدام القانون رقم 10 لعام 2018، الذي يخول في ظل ظروف معينة مصادرة أراضي وعقارات اللاجئين والنازحين السوريين إذا لم يطالبوا بها في غضون عام.

الموقف الروسي

وبحسب الصحيفة الروسية، فإن موسكو على عكس دمشق، تولي مسألة عودة اللاجئين السوريين أهمية قصوى.

ومن الأسباب الرئيسية لهذا الموقف، كون عودة اللاجئين وبينهم طاقات عاملة في الدول العربية الغنية وحتى في الاتحاد الأوروبي، ومن شأن عودتهم أن توفر موارد مهمة تسهم في إعادة بناء سوريا من جهة، وتخفيف العبء عن روسيا فيما يتعلق بدعم الحكومة في دمشق.

Scan the code