التخطي إلى المحتوى

لا توجد مشكلة في الدفاع عن الحق والبحث عن العدالة في كرة القدم، المشكلة الحقيقية هي احتكار الحق والعدالة لنفسك فقط!

هذا ما فعله ليفربول بقصد أو بدون قصد، عندما شن حملة ضارية على الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم وحكامه، بسبب الكوارث التحكيمية التي حدثت في مواجهة توتنهام الأخيرة وكلفت الفريق الخسارة 2/1 بالدوري المحلي.

هدف صحيح لم يتم احتسابه وطرد مشكوك في صحته لديوجو جوتا، لتكون النتيجة مجرد اعتذار رسمي يستفز الريدز أكثر من أن يساهم في حل الأزمة، ليخرج يورجن كلوب بالتحدث عن مطالبته بإعادة هذه المباراة.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

الاعتذار وحده لا يكفي هذا صحيح، ولكن دعونا نتحدث فقط عن ليفربول لنجد أن “الدنيا دوارة”، والسؤال هنا لنجمه الهولندي فيرجيل فان دايك، ما رأيك في الأخطاء التحكيمية؟

لا أحد يهتم

Virgil van Dijk Liverpool John Brooks Getty Images

هذه ليست إجابة من وحي خيال كاتب هذه السطور، بل هي كلمات فان دايك بعد استفادة ليفربول من الأخطاء التحكيمية في واحدة من أهم مبارياته الأوروبية في العصر الحديث.

روما تعرض لظلم تحكيمي واضح في مباراته مع ليفربول في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2018، حيث استحق الفريق الحصول على ركلتي جزاء، ولكنه لم يحصل على أي منهما ليخرج من البطولة.

فان دايك عندما تم سؤاله عن هذا الأمر بعد المباراة أجاب:”من يهتم؟!”.

الهولندي تحدث بغطرسة ألهبت مشاعر جماهير ليفربول وقتها وجعلتهم ينشرون المقطع بمختلف منصات التواصل الاجتماعي بفخر شديد، لأن فان دايك “قصف جبهة” كل كاره للكيان الأحمر بكلمتين فقط!

ولكن في الحقيقة الإجابة لا تعبر سوى عن حالة الاستهتار التي كان يعيشها فان دايك في هذه اللحظات، لأن جماهير روما تهتم والجميع يهتم وأي شخص باحث عن العدالة يهتم بعدم احتساب ركلتي جزاء للذئاب، وأنت نفسك تهتم لأنك من أكثر اللاعبين اعتراضًا على الحكام في أوروبا.

ربما تلقى مدافع الريدز عقابه بأفضل صورة ممكنة عندما خسر ليفربول وقتها بنتيجة 3/1 في نهائي دوري الأبطال أمام ريال مدريد، والهزيمة وقتها جاءت بصورة كارثية تحت إشراف دفاع الريدز والحارس لوريس كاريوس، ولكن هذه الواقعة تكشف حالة النفاق لدى العديد من عشاق اللعبة!

حلال لنا وحرام على غيرنا

هذا هو الشعار الرئيسي لأعداد ضخمة من المشجعين واللاعبين والمدربين عندما تحدث الأخطاء التحكيمية، عندما يتعرض فريقي للظلم أذهب في كل مكان للاعتراض، ولكن عندما تحدث الأخطاء لصالحي أخرج بعبارات من نوعية “اذهب إلى بريد الشكاوى”، “صياحك طرب” و “لا نهتم”!

الدوري الإنجليزي يعاني من مشكلة حقيقية عندما يتعلق الأمر بالتحكيم، الأمر لا يتوقف على ما حدث في مباراة ليفربول وتوتنهام، بل هناك العديد من المناسبات كان آخرها مواجهة آرسنال ومانشستر سيتي التي استحق فيها ماتيو كوفاتشيتش للطرد.

اضغط هنا لتحميل تطبيق TOD TV من متجر جوجل أو أبل

ولكن من غير المنطقي أن تحدث ثورة بسبب مباراة في الأسابيع الأولى في البريميرليج، في الوقت الذي تعامل فيه فان دايك وجماهير الريدز بكل برود مع مواجهة حاسمة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

الأخطاء لا تحدث مع ليفربول فقط، الجميع يعاني في إنجلترا والكبير قبل الصغير، لذلك ليفربول لا يحمل أي أفضلية على أي فريق آخر حتى يتم تقديم أي استثناء لصالحه.

غياب الاستمرارية والاتساق وغياب المعايير وعدم كفاءة، كلها أسباب تجعل المسابقة الأكثر إثارة في العالم هي الأسوأ من الناحية التحكيمية وبها العديد من المواقف غير العادلة التي تغير مصاير بعض الفرق.

ولكن عندما تطلب الاتساق يا فان دايك أنت ومدربك يورجن كلوب، يجب أن تتمتع به أولًا وتظهره في كل مناسبة، ووقتها ستجد من يهتم!