التخطي إلى المحتوى

خبراء في النفط لـ«الرياض»: تصاريح وكالة الطاقة الدولية مسيسة

د. محمد الصبان

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت إلى 92.85 دولارا للبرميل كأعلى مستوى في 2023، وقالت وكالة الطاقة الدولية: إن تمديد خفض إنتاج النفط حتى نهاية 2023 سيعني أن السوق قد يشهد نقصا كبيرا خلال الربع الرابع، بينما تمسكت إلى حد بعيد بتقديرات نمو الطلب هذا العام والعام المقبل. 

ووصل برنت إلى 92.85 دولارا للبرميل الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ عشرة أشهر بعد أن أعلنت السعودية وروسيا أنهما ستمددان تخفيضات طوعية للإمدادات تبلغ مجتمعة 1.3 مليون برميل يوميا حتى نهاية العام. 

فيما رجح خبراء في مجال الطاقة والنفط، أن التوقعات الحالية من بعض المنظمات والوكالات العالمية ما هي إلا سيناريوهات استباقية وخيالية. 

وقال د. محمد الصبان، المستشار النفطي الدولي، لــ “الرياض”: “إن وكالة الطاقة الدولية تمثل جبهة الدول المستهلكة للنفط، وأن الوكالة منذ إنشائها في سبعينات القرن الماضي لم تتوان عن مهاجمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” بصورة مباشرة وغير مباشرة، مضيفا، أن وكالة الطاقة الدولية تعمد بين فترة وأخرى إلى وضع سيناريوهات استباقية غير صحيحة على الإطلاق فيما يتعلق بسوق البترول، مؤكدا، أن الافتراضات التي تنشرها تستهدف الحصول على نتائج تسعى لتحقيقها، كذلك فإن جميع السيناريوهات التي تنشرها غير علمية. 

وأوضح الصبان، أن الدول المنتجة للنفط من “أوبك” ابتعدت على قراءات وكالة الطاقة الدولية منذ ستة أشهر، حيث تحمل في طياتها “التسييس” منبها أن وكالة الطاقة الدولية حاولت وما تزال تحاول لإعطاء انطباعات بتراجع الطلب كثيرا على النفط خلال 2024 بخلاف توقعات الدول المنتجة للنفط “أوبك”، مضيفا، أن وكالة الطاقة الدولية تهاجم قرار دول “أوبك+” بخصوص تمديد خفض الإنتاج الذي سيقود إلى انخفاض كبير في الربع الرابع، بينما تتوقع وكالة الطاقة الدولية انخفاضا كبيرا في الطاقة خلال العام المقبل، مبينا، أن وكالة الطاقة الدولية تعمد على إصدار تقارير لاحقة بطريقة تخدم مصالحها بشكل رئيس، حيث أوضحت في تقاريرها الصادر يوم الأربعاء الماضي، أن الطلب على النفط سيصل إلى أقصى ذروته في عام 2023، فيما سيواصل الانخفاض كثيرا بحلول عام 2030، مضيفا، أن الجميع يتساءل عن الافتراضات التي استندت عليها للتوصل إلى تلك النتيجة، حيث تعتمد على بعض التقارير التي تتحدث عن تسارع حلول مصادر الطاقة المتجددة في الفترة، بالإضافة إلى الاعتماد على بعض التقارير القائلة بأن الشركات النفطية ستوقف عمليات التنقيب عن النفط، بخلاف التقارير الصادر عن الولايات المتحدة التي تتحدث عن إصدار العديد من التراخيص للاستكشاف والتنقيب عن النفط، وكذلك الأمر بالنسبة للدول الأخرى. 

وأكد المستشار النفطي الدولي، عدم إمكانية الاعتماد على تقارير الوكالة الدولية للطاقة، مستذكرا تأكيدات صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة، في أحد الاجتماعات أن جميع توقعات وكالة الطاقة الدولية “خيالية” ولا تعيش في الواقع. 

بالمقابل أوضح د. سامي النعيم، الرئيس السابق لجمعية مهندسي البترول العالمية، في لقاء مع “الرياض”، أن غالبية التوقعات والتصريحات الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية تكون في غير محلها، محملا في الوقت نفسه وكالة الطاقة الدولية مسؤولية الارتفاعات الأخيرة في أسعار النفط، مرجعا ذلك إلى التصريحات الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة، الأمر الذي ساهم في زيادة حدة المخاوف من حدوث نقص في امدادات الطاقة في الأسواق العالمية خلال الربع الرابع، مؤكدا، أن القراءات الحالية تتحدث عن واقع مغاير تماما عن التوقعات الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة، وأن التوقعات الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة ليست في محلها. 

وأكد، أن قرار دول “أوبك بلس” في تمديد الخفض الطوعي للإنتاج حتى نهاية عام 2023، عنصر أساسي في استقرار الأسواق النفط العالمية، بالإضافة إلى تعزيز التوازن بين العرض والطلب، لافتا إلى أن دول “أوبك+” استطاعت بواسطة قرارات المتوازنة في الحفاظ على استقرار الأسواق النفطية، حيث تشهد الأسواق النفطية توازنا بين العرض والطلب في السنة الحالية. 

وتسأل الرئيس السابق لجمعية مهندسي البترول العالمية، عن مؤسسة بمكانة هذه الوكالة كيف تتوقع وتطالب بخفض استهلاك النفط على المدى المتوسط والبعيد، وفي نفس الوقت تطالب المنتجين برفع الإنتاج على المدى القصير؟ هذا تناقض كبير.

د. سامي النعيم