التخطي إلى المحتوى

-ثلاثة مسابير تابعة للناسا ستدرس منتصف أكتوبر الطبقة الأيونية أثناء حصول كسوف الشمس المرتقب

– شركة Maiaspace الفرنسية دخلت في سباق تصنيع الصواريخ الصغيرة 

– علو جبل Mont Blanc انخفض مترين بالمقارنة مع العام 2021

خلال كسوف الشمس الجزئي المرتقب في الرابع عشر من أكتوبر الجاري، تتهيّأ وكالة الناسا لدراسة تأثيرات الانخفاض المفاجئ في لمعان الشمس على الغلاف الجوي الأيونّي في مهمّة سمّتها Atmospheric Perturbations around the Eclipse Path (Apep). تحقيقا لهذا الهدف سترسل الناسا ثلاثة مسابير يتزامن إطلاقها مع كسوف الشمس، تلك الظاهرة الفلكية التي ينحجب فيها ضوء الشمس عن الأرض حين تستقيم الأرض والقمر والشمس على نفس الخطّ. لن تكون ممكنة مراقبة كسوف الشمس الجزئي إلا من القارّة الأميركية وسينخفض نور توهّج الشمس بنسبة 10%. ستحاول الناسا من خلال المسابير الثلاثة أن تتحرّى عن تأثيرات ضعف نور الشمس، لا سيّما على مستوى الغلاف الأيوني أو طبقة الأيونوسفير التي تتحكّم بديناميكيتها الأشعةُ فوق البنفسجية القادمة من الشمس. 

يحتلّ الغلاف الأيوني جزءًا كبيرًا من الغلاف الجوي للأرض، وهو يقع على ارتفاع يتراوح بين 60 و1000 كيلومتر تقريبًا. تكون الغازات المتواجدة في الغلاف الأيوني متأينة أي أنّ الذرّات والجزيئات فيها تخسر أو تربح إلكترونا واحدا أو مجموعة إلكترونات Electrons لتصبح الغازات جسيمات مشبّعة بالأيونات المشحونة كهربائيا. 

تعمل غازات الغلاف الأيوني كعازل يمتصّ ويقلّص كمية الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى سطح الأرض

ولكن أثناء حصول كسوف الشمس، يختفي ضوء الشمس عن الأرض ليعود بعد فترة. هذا الأمر يساهم بأن تنخفض درجة حرارة وكثافة الغلاف الأيوني لتعود وترتفع مرة أخرى عند عودة نور الشمس. جرّاء ذلك الأمر، تتولّد في الغلاف الأيوني للأرض موجاتٌ تتحرك عبر المادة، تماما مثلما يحصل على المسطّح المائي حين تتحرّك السفينة مولّدة تموّجات خلفها. 

مسابير الناسا الثلاثة التي ستصل إلى الطبقة الأيونية لتسبح فيها على ارتفاعات تتراوح بين 70 و325 كيلومترًا من الأرض ستقيس التغيرات في المجالات الكهربائية والمغناطيسية للغلاف الأيوني، بالإضافة إلى التغيرات في درجة الحرارة. في نهاية المهمّة ستُنتشل المسابير الثلاثة من الجوّ على أن تعود وتدرس مرّة ثانية الطبقة الأيونية خلال الكسوف الكلي التالي للشمس في 8 أبريل 2024.

نشير إلى أنّ علماء الفضاء يحاولون التعمّق في دراسة الديناميكيات الفيزيائية في الطبقة الأيونية للأرض لأنّ فهم ما يحصل في الغلاف الأيوني له أهميّة متزايدة حين نعلم أن جميع اتصالاتنا عبر الأقمار الصناعية تمرّ عبر طبقة الأيونوسفير قبل أن تصل إلى الأرض. ولذلك يبدو من الضروري أن نفهم بشكل كامل سلوك الطبقة الأيونية وأن نكون قادرين على التنبؤ بالاضطرابات التي قد تحدث فيها لتأمين خدمة الاتصالات بجودة عالية. 

احتدام المنافسة في صناعة الصواريخ الصغيرة ذات الحمولة البسيطة

على وقع المشاريع المتزايدة في سباق إطلاق صواريخ صغيرة قادرة أن تضع في المدار أقمارا اصطناعية لا تزن أكثر من 500 كيلوغرام، صنّعت شركة “Maiaspace” التابعة لـ”أريان غروب” في فرنسا النموذج الأوّلي من صاروخها الصغير الذي أسمته Quasi-  modo   في غضون تسعة أشهر. سيكون الطراز النهائي من صاروخ شركة «Maiaspace” قابلا لإعادة الاستخدام وتعتزم الشركة إطلاقه في نهاية العام 2025، في خطوة ترمي من خلالها إلى الاستحواذ على حصة من السوق العالمية التي لن يكون فيها مكان سوى لـ”3 إلى 4 ماركات” من الصواريخ الصغيرة التي بمستطاعها أن توصل إلى المدار ما مجموعه 2600 قمر اصطناعي. سيتمتّع صاروخ Maiaspace بأربعة محرّكات Prometheus تكون قادرة على العمل بالأكسجين السائل والميثان الحيوي المبرّد اللذين يدفعان الصاروخ. 

على خطّ المنافسة في صناعات الصواريخ الصغيرة دخلت الشركة الألمانية « Isar Aerospace” التي تعتزم إطلاق صاروخها ” Spectrum” هذا العام، فيما بدأ تشغيل صاروخ ” Electron” من شركة ” Rocket Lab ” النيوزيلندية منذ العام 2018.

هل التغيّر المناخي سيحرمنا من اللحاف الأبيض على المرتفعات؟ 

أعلى جبل في أوروبا الغربية أي جبل Mont Blanc الواقع بين فرنسا وإيطاليا، بلغ ارتفاعه 4805,59 مترا، في رقم أتى أدنى بـ2,22 متراً بالمقارنة مع آخر مسح حصل في العام 2021. هذا ما أفاد به خبراء من غرفة المسّاحين في إقليم Haute-Savoie اعتادوا منذ العام 2001 أن يقوموا كلّ سنتين بعمليات مسح دقيقة لجبل مون بلان عبر التسلّق إليه بأدوات متطوّرة ضمّت طائرة مسيّرة في المسح الأخير الذي دام أيّاما عدّة.  

هذه المبادرة ترمي إلى وضع نماذج للغطاء الجليدي وجمع بيانات علمية عن تأثير التغير المناخي على سلسلة جبال الألب. الأمر متروك الآن لعلماء المناخ وعلماء الجليد وغيرهم من المتخصصين لمراجعة كل البيانات التي جُمعت ولوضع فرضيات تفسّر ظاهرة تضاؤل منسوب الثلوج على أعلى جبل في أوروبا الغربية.