التخطي إلى المحتوى

تكسو المناكب وتستر الأبدان عن هبوب البرد، وتلهب الأحاسيس بالسخونة لتقيها من جفاء الشتاء، الفروة الملبوس الأشهر في مثل هذه الأجواء القارصة، التي يذود بها السعوديون علها أن تقاسي “ليل الشتا..القاسي الطويل” مثل ما يصف الأمير الشاعر خالد الفيصل، وأن تعوض أمنيات ليلة أخرى تشبه ما قاله الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن “محتاج أنا لبسمة وشال.. محتاج لك.. تركتني لبرد الطريق وأنا على بابك”.

لا يكاد يخلو بيت سعودي من هذا الرداء الشتوي الثقيل، لاستجلابه الدفء وتبديده البرودة، وهو يتصدر قائمة الملبوسات عند حلول كل شتاء، وتكتظ المتاجر به ويزدحم الناس لشرائه.

الفروة

المصمم السعودي عارف الشريف المختص في تقديم وتنسيق الأزياء التراثية والتقليدية، أوضح لـ “العربية.نت” بأن الفروة ذاعت عند العرب قديماً واستمرت بالحضور إلى وقتنا الحاضر، كما أنها تشبه البشت من حيث التصميم، وتفرق عنه بتزينها بالصوف الذي يبعث الدفء.

وكشف بأن تميزها وانتشارها منذ عقود في المجمتع السعودي، يعود إلى تغذيتها بالصوف أو الوبر، لأنهما يبعزقان الصقيع ويغمران لابسها بالراحة.

صناعة الفروة

صناعة الفروة

ولفت الشريف بأن الفروة تصمم بنفس معايير البشت من ناحية الطول والاتساع، ويقدّر الوزن بحسب الكمية المستخدمة من الصوف أو الوبر، ونظراً لذلك تتفاوت أسعارها، فحين يستخدم الصوف الطبيعي وهي ألياف من ماعز الكشمير، ذو البنية الدقيقة والقوية، والملمس الخفيف والناعم، ويعادل وزنها صوف الخراف، تنطلق اسعارها من 500 ريال إلى 10.000ريال.

وذكر بأن هناك أساليب لتصميم الفروة، ولكن الأهم المحافظة على جمالية الشكل، ويرى أن بعض المصممين يجتهدون في التصميم ويضيفون بعض الأفكار التي تُعد تشويها للشكل العام للفروة.

غير أن الشريف لا يمانع من التعديل في التصميم إذا كان سيساهم في بزوغ جمالية التراث، بواسطة توظيف مواد عالية الجودة تتلاءم مع هويتها التي وجدت عليها، واستشهد بشكل البشوت في الماضي خلال فترة الستينات والخمسينات الميلادية، حيث تختلف تصاميمها عن العصر الحالي.

Scan the code