التخطي إلى المحتوى

هزاع أبوالريش (أبوظبي)

حضور المرأة الإماراتية ثقافياً، وتمكينها إبداعياً من قبل القيادة الرشيدة في مختلف القطاعات الإبداعية والثقافية والمعرفية، يؤكد على دورها المعرفي البارز القيادي، وجهدها الفعال في بناء الأجيال والمشاركة في مسيرة النهضية والتنمية عبر جميع المهام التي تتولاها، ويعكس وجودها في قطاع الثقافة والفنون، كمسؤولة ومبدعة أنها تملك من القدرات والمواهب الكثير، وهو ما انعكس واقعاً مضيئاً، وأضاف للمشهد الثقافي والإبداعي الإماراتي.
وكما تقول الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، فإن المرأة هي بمثابة المياه الجارية التي ترتوي منها عقول المجتمع بكل أصنافها، فمنها يستقي الطفل ذكراً كان أو أنثى معارفه الأولى، ومع أمه يعيش تجاربه الأولى الحسية والعاطفية والأخلاقية وكذلك المعرفية، من تلك الحقيقة والواقع ندرك أن وجود أم ذات وعي وثقافة متسعة وعقل مقبل على المعرفة هو في النهاية يعني بناء شباب لديه وعي ثقافي وقدرة على التطور والاندماج في الثقافة البشرية. مضيفة: والسؤال هنا الذي يطرح نفسه كيف يمكن رعاية المرأة ثقافياً، وكيف يمكن استقطاب المبدعات منهن دون الانزلاق في فجوة مجتمعية توئد الكثير من المبدعات والباحثات عن المعرفة في لحظات تكونهن الأولى؟ هنا يأتي دور التمكين المعرفي والثقافي للمرأة وانغماس المرأة المبدعة في تيار الإبداع الذي تنتمي إليه، سواء إبداعاً أدبياً أو فنياً أو فكرياً. 
وتابعت: من يقترب من الحياة الثقافية الإماراتية سيجد تسيداً نسوياً في الصالونات الأدبية، كما أن المرأة أصبحت متواجدة في المجال الإبداعي الأدبي بصورة كبيرة، وهذا مؤشر إيجابي في حق المجتمع الإماراتي الذي استطاعت المرأة فيه تحقيق الكثير من المكتسبات بفضل جهود قيادتها الرشيدة، التي آمنت بدور وقدرات المرأة الإماراتية في مسيرة الوطن نحو المستقبل. 
 وتختتم الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد: لا بد أن نعي أهمية تمكين المرأة المبدعة من ممارسة إبداعها دون خوف ودون حواجز. مؤكدة أن هذا التمكين في الأساس هو في حد ذاته يعد تمكيناً للمجتمع ولاستمرار التطور فيه، وبناء حضارة إماراتية حداثية نموذجية.

  • رفيعة غباش

ناقلات المعرفة
من جانبها، تقول الدكتورة رفيعة غباش، مؤسس ومدير متحف المرأة في دبي: إن المرأة، لها دور كبير في مجال الثقافة، وإن تحدثت عن نفسي، فأنا تنازلت عن مهنة الطب بكل شهاداتي الجامعية لأعتني بتاريخ نساء الإمارات، والذي هو بلا شك انعكاس لتاريخ هذا الوطن العظيم، فدور المرأة الإماراتية في الحفاظ على المنجز الثقافي حاضر في كل جوانب الحياة وبكل مشاهدها التي تسكن في وجدان تاريخ الدولة. مضيفة: تسعى القيادة الرشيدة دائماً بأن تضع الثقة في المرأة لأن تكون مسؤولة عن الثقافة والموروث، كونها هي العنصر الأساسي الذي ينقل هذه المعرفة من جيل إلى جيل.
وبيّنت غباش، أنه على صعيدها الشخصي، في المستوى الفني فإنها تعد متحفها الجديد «للإبداع بيت»، عبارة عن متحف يضم فناني الإمارات، وقد وجهت دعوة للجميع في المشاركة بهذا الصرح الفني الذي يعد إضافة للتاريخ الإماراتي. قائلة: «تفاجأت أن معظم العارضين في هذا المتحف هن نساء في مجال الفن التشكيلي الذي قطع شوطاً كبيراً بتفوق ومهارة عالية تستحق التقدير».

  • وفاء أحمد
    وفاء أحمد

تكامل إبداعي
تتحدث الدكتورة وفاء أحمد، مؤسس ورئيس تنفيذي لمؤسسة الرخ للعلاقات العامة والنشر والتوزيع، قائلة: إن للمرأة طابعاً ثقافياً مختلفاً يتسم بالتكامل الإبداعي، مما أعطى إسهامها في المشهد الثقافي طابعاً مختلفاً، يتسم بالعذوبة والشاعرية أحياناً وبالطابع الواقعي أحياناً أخرى، أما الآن ومع تطور الحياة الثقافية وانفتاح المجتمعات، فقد أصبح لها دور فاعل في الحراك الثقافي والفكري داخل المجتمع، سواء من خلال الإبداع الأدبي أو عن طريق الصالونات الأدبية والكتابات الصحفية، وعززت دورها داخل مؤسسات التعليم المختلفة، فضلاً عن حضورها المؤثر في منظمات المجتمع المدني، وغيرها من الإسهامات الثقافية سواء على المستوى الفردي أو الجمعي.  وتضيف: يعتقد الكثيرون أن إبداعات المرأة جاءت متأخرة، إلا أننا لا ننسى أن الشاعرة سلمى بنت ابن ظاهر، والتي تعد رائدة الشعر النبطي الإماراتي، كان لها دور فاعل في إثراء الحياة الثقافية للمرأة الإماراتية وإبرازها كصورة حية لحضور المرأة في المجتمع الثقافي الإماراتي منذ القدم، فاليوم وغداً ومستقبلاً لدى المرأة الإماراتية متسع كبير من الفرص والدعم سواء على مستوى القيادة أو عن طريق المجتمع الثقافي، ما يجعلها تحقق إنجازات متعددة ثقافياً وإبداعياً.

  • حصة أحمد  بن شكر
    حصة أحمد بن شكر

من جانبها، ثمنت حصة أحمد بن شكر، رئيسة نادي رأس الخيمة للشطرنج، دور القيادة الرشيدة في دعم المرأة، حيث أصبحت المرأة الإماراتية اليوم لها أدوار مهمة وملهمة خلال مسيرة تطور دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي ممن ساهموا في تطور العملية التعليمية وتأسيسها، وكانت حاضرة في المحافل الثقافية الدولية والعالمية بامتياز، ومن خلال مشاركتها الفاعلة في جميع جوانب الحياة. مختتمة، فالمرأة أولاً وأخيراً هي المربية، والمثابرة، والمكافحة، من أجل بناء المجتمع والأبناء، والوطن.

  • منى  الرئيسي
    منى الرئيسي

وقالت منى الرئيسي، كاتبة ورئيس تحرير أخبار الدار: «من الملاحظ أن هناك نشاطاً مكثفاً للمرأة في مختلف حقول الإبداع الثقافي والمعرفي، وحرصها على نقل هذه الأنشطة للمنصات الرقمية التي تعد بوابة واسعة للانتشار والوصول إلى الناس، فالكثير من النماذج لديهن الحرص على تقديم منتجهن الإبداعي باستخدام مختلف الوسائل المتاحة اليوم، ورأيي أقرب إلى اكتساح النساء لهذه القطاعات». مشيرة إلى أن من المهم جداً اليوم دفع المرأة نحو الاستثمار في الصناعات الإبداعية لتكتمل سلسلة الفائدة من كونها منتجاً إلى مستثمر لتحقق عوائد اقتصادية تفيدها شخصياً وتفيد مجتمعها وتضمن ديمومة أعمالها. واختتمت الرئيسي: أن هناك الكثير من الصناعات الإبداعية التي لم تطرق أبوابها حتى اليوم مثل الرسوم ثلاثية الأبعاد وغيرها، التي تشق طريقها نحو عقول اليافعين والشباب، فقد تكون الفكرة متاحة لدى البعض ولكن لا يملكون سبل تطويرها.

  • عزة  سليمان
    عزة سليمان

أيقونة ثقافية
تقول المهندسة عزة سليمان، الأمين العام المساعد للجنة الأولمبية الوطنية، إنّ المشهد الثقافي الإماراتي مُرصّع بجواهر إنجازات بنات زايد منذ عهد الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وصولاً لما نعيشه اليوم، فالمرأة الإماراتية بفضل دعم أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، أصبحت أيقونة ثقافية ليست على المستوى الوطني فحسب، ولكن في المحافل العالمية، موضحة أن دور المرأة في المشهد الثقافي هو جزء من لوحة دورها البارز على مختلف الأصعدة.
وتضيف: «إن الدعم المستمر من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» للمرأة وتفوقها وإنجاح دورها كشريك رئيسي في التنمية هو ترسيخ للنهج الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، ومواصلة لمرحلة التمكين التي قادها المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، حيث شهدت الدولة في ظل قيادته الكثير من التشريعات والتعديلات القانونية والسياسات الداعمة للتوازن بين الجنسين».
 وتشير عزة سليمان إلى أنه من خلال نشاطها الثقافي، وتجربتها المجتمعية في إنشاء صالونها الأدبي (شرفة القراءة)، فإنه في دولة الإمارات العربية المتحدة لا تستطيع المرأة إلا أن تكون حاضرة في المشهد الثقافي، فنحن محظوظات بولادتنا عبر التاريخ في دولة حافلة بالتاريخ وبيئتنا محفزة للإبداع بصوره المختلفة، فمثلاً عندما أطلقت شرفة القراءة عام 2019 في عام التسامح كانت امتداداً لشغفي منذ الصغر للقراءة والكتابة والشعر، وأردتها مساحة لتلاقي العقول والخطاب مع الآخر على صفحات الكتب، والتي تطورت بفضل دعم كل من آمن بالمبادرة لتصبح مبادرة عالمية مثل شرفة القراءة العالمية في إكسبو، وأيضاً مبادرة تستضيفها نخبة المؤسسات العاملة في الثقافة على مستوى الدولة.  وأكدت سليمان على التقدير والعرفان لدور القيادة الإماراتية الحكيمة، فيما أوجدته من مؤسسات ثقافية ووطنية ساهمت في تعزيز أسس النهضة الثقافية وتمكين المرأة الإماراتية في الحراك الثقافي والفكري، وهو ما انعكس في صور شتى من الإبداع الأدبي والفني، والحضور البارز والفاعل للصالونات الثقافية وصناعة السينما والفن التشكيلي وغيرها الكثير، وصولاً لحضور مؤثر في التبادل الثقافي مع العالم، وفي كل ذلك فإن المرأة الإماراتية حاضرة وبتميز في المشهد الثقافي والإبداعي.

 

 

Scan the code