وسط أجواء مشحونة وبيان رسمي للدفاع عن رئيس النادي، قرر ريال مدريد تفادي كل هذه الضوضاء بفوز أوروبي هام جدًا على حساب خصمه الإيطالي نابولي.
البداية لم تكن على ما يُرام بسبب الخطأ الفادح الذي ارتكبه الحارس كيبا وتسجيل نابولي للهدف الأول عن طريق ليو سكيري أوستيجارد، ولكن فينيسيوس جونيور وجود بيلينجهام تكفلا معًا بوضع الملكي في المقدمة.
نابولي نجح في تسجيل التعادل مع بداية الشوط الثاني من ركلة جزاء، ولكن فيديريكو فالفيردي أطلق قذيفة صاروخية حولها الحارس أليكس ميريت إلى هدف ثالث في شباكه لتنتهي المباراة بفوز ريال 3/2.
مواجهة مثيرة ومحتدمة وفخ آخر يفلت منه المدرب كارلو أنشيلوتي أمام حامل لقب الدوري الإيطالي، ولكن ماذا يعني هذا الانتصار للميرينجي؟
كيبا قنبلة موقوتة
جماهير ريال مدريد شعرت بحالة من الصدمة بعد سماع أنباء إصابة تيبو كورتوا وغيابه حتى نهاية الموسم، وذلك لأنهم أكثر من يدرك قيمة البلجيكي وصعوبة تعويضه.
ريال اتجه إلى خيار غريب وهو التعاقد مع كيبا أريزابالاجا من تشيلسي رغم سنوات الضياع التي عاشها اللاعب الذي حلم فلورنتينو بيريز بضمه قبل انتقاله للبلوز.
ربما لم يقم كيبا بالكثير من الكوارث منذ قدومه لريال مثلما اعتاد مع تشيلسي، ولكنه أثبت أنه يبتعد بأميال ضوئية عن كورتوا الذي كان الحارس الأفضل في العالم بمسافة عن أقرب منافسيه قبل الإصابة.
الخطأ الفادح الذي قام به كيبا اليوم وتعامله الغريب مع الكرة العرضية التي جاء منها الهدف الأول، يثبت حقيقة أن ريال سيعاني كثيرًا هذا الموسم في وجود كيبا الذي لا يمتلك جودة اللعب على أعلى مستوى.
وما يُزيد الأمور صعوبة هو ما كان يفعله كورتوا في المواسم الماضية مع ريال مدريد والمستويات الاستثنائية البطولية التي قام بها وصنعت الفارق، ليصل الحال إلى حارس فاقد للثقة ومحدود الإمكانيات مثل كيبا.
صفقة الموسم
مهما تحدثنا عن جود بيلينجهام نجم ريال مدريد سيكون من الصعب أن نعطيه ما يستحقه من إشادة، لأنه أثبت في أسابيع قليلة أنه الصفقة الأهم والأفضل في الصيف، وأحد أهم الصفقات في تاريخ ريال مدريد.
البعض كان يعتقد أن مبلغ الـ103 ملايين يورو الذي دفعه ريال من أجل التعاقد معه من بوروسيا دورتموند كان مبالغًا فيه، ولكن في الحقيقة هذه القيمة تبدو بمثابة “السرقة” في ظل أسعار السوق الحالية.
اضغط هنا لتحميل تطبيق TOD TV من متجر جوجل أو أبل
بيلينجهام سجل 8 أهداف وصنع 3 أهداف في 9 مباريات على مستوى الدوري الإسباني ودوري أبطال، هل هذه أرقام لاعب خط وسط أم مهاجم متمرس أو جناح هداف؟
لقطة مارادونية على ملعب دييجو أرماندو مارادونا لصاحب الـ20 سنة، بعد مراوغته لأكثر من لاعب والتسديد بإتقان شديد ليمنح فريقه التقدم، دليل آخر على أن سن بيلينجهام لا يعكس أبدًا حالة النضج التي يعيشها.
ربما تأجل حلم كيليان مبابي وذهب كريم بنزيما إلى الاتحاد، ولكن بيريز وجد “الرجل الاستثنائي” الذي سينقذ الليلة عندما تتصعب الأمور ويعجز رودريجو وفينيسيوس جونيور وغيرهما عن صناعة الفارق!
الأفضل أم الأكثر عجزًا؟
عادة غريبة لريال مدريد هذا الموسم، وهي خوض كل مباراة على مراحل مختلفة، في ظل غياب الاستقرار التكتيكي مع المدرب كارلو أنشيلوتي.
في العادة يبدأ ريال المباريات بطريقة سيئة ومستوى متواضع وتهتز شباكه، بعدها يبدأ الفريق في التكشير عن أنيابه ويهاجم بقوة وهو ما حدث الليلة بالضبط بالتعديل بثنائية فينيسيوس وبيلينجهام بعد التأخر بهدف.
في بعض الأحيان كان يستمر ذلك في الشوط الثاني، ولكن شاهدنا الليلة سيناريو مشابه لما حدث في الديربي أمام أتلتيكو مدريد باهتزاز شباك الفريق بهدف آخر.
وبعدها يلجأ أنشيلوتي للتغير وفي العادة يعتمد على لوكا مودريتش لتنشيط صفوف فريقه قليلًا، وهو ما حدث بالفعل وأسفر عنه تسجيل ريال للهدف الثالث من صاروخية فالفيردي بنيران صديقة للحارس أليكس ميريت.
هذا الفوز قد يغطي على بعض العيوب ولكنه لا يخفي حقيقة الحيرة التي يتسبب فيها ريال مدريد بظهوره بوجهين، الأول فريق عملاق يكتسح خصومه والآخر عاجز وفريسة سهلة لأي منافس، فأي من الوجهين سيصمد هذا الموسم؟