تسبب الغبار القمر الذي يتميز بنعومته الشديدة في العديد من المشكلات للرحلات السابقة إلى هذا الجسم الفضائي القريب من كوكبنا.
عندما فقدت مركبة “أبولو 17″، التي استخدمت في إطلاق أول رحلة مأهولة إلى القمر، أحد حواجزها الخلفية أصبحت مغطاة بالغبار وارتفعت درجة حرارتها، وكانت مهددة بالعطب لولا التدخل الفوري من الطاقم.
ووفقًا لوكالة ناسًا يمكن لأنظمة الدفع الخاصة بمركبات الهبوط على سطح القمر أن تزيح أطنانًا من الغبار، والتي من المحتمل أن تلتصق بأسطح الهبوط بالإضافة إلى تغطية المنطقة المجاورة للهبوط بالكامل.
ولهذه الأسباب ظهرت الحاجة إلى إنشاء طرق على سطح القمر، حتى لا تتعرض المركبات لمشكلات تهدد سلامة من فيها، وحتى يتمكن رواد الفضاء من التحرك بمركبات أرضية بدلًا من المشي على الأرجل، فكيف يمكن تحقيق ذلك؟
محاولة ناجحة لرصف سطح القمر
نجحت وكالة الفضاء الأوروبية في استخدام الليزر لإذابة غبار القمر، لصنع مادة جدديدة يمكن استخدامها في رصف الطرق هناك.
أجرت الوكالة بحثًا تحت مسمى “إنشاء طرق من خلال إذابة غبار القمر باستخدام ليزر قوي”، تم نشره في مجلة “Scientific Reports” في أكتوبر الحالي.
استخدم العلماء بالوكالة ليزر ثاني أكسيد الكربون بقدرة 12 كيلووات لإذابة غبار القمر المحاكى في سطح زجاجي صلب، كوسيلة لبناء الأسطح المرصوفة على وجه القمر.
أوضح أدفينيت ماكايا، مهندس المواد في وكالة الفضاء الأوروبية: “خلال مشاريع استخدام الموارد السابقة، بما في ذلك صناعة الطوب باستخدام الحرارة الشمسية المركزة في المرآة، كنا ننجح في إنتاج قطع صغيرة نسبيًا، يتراوح قطرها من بضعة ملليمترات إلى بضعة سنتيمترات، ولكن لبناء الطرق أو منصات الهبوط، يلزم وجود مواد أكبر، حتى نتمكن من رصف منطقة واسعة جدًا في نطاق زمني عملي”.
ابتكروا علماء الوكالة استراتيجية باستخدام شعاع ليزر بقطر 4.5 سنتيمتر لإنتاج أشكال هندسية مثلثة مجوفة المركز يبلغ عرضها حوالي 20 سم، ويمكن أن تتشابك هذه العناصر لإنشاء أسطح صلبة عبر مساحات كبيرة من التربة القمرية والتي يمكن أن تكون بمثابة طرق أو منصات هبوط.
وأضاف “أدفينيت”: “إن المادة الناتجة تشبه الزجاج وهشة، لكن حتى لو انكسر، فلا يزال بإمكاننا الاستمرار في استخدامه وإصلاحه عند الضرورة”.
ويقدر الفريق أنه يمكن إنشاء منصة هبوط بمساحة 100 متر مربع بسماكة 2 سنتيمتر من المواد الكثيفة خلال 115 يومًا.