التخطي إلى المحتوى

ونقلت الصحيفة عن مارك ريجيف، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قوله إنّ بلاده مستعدة لحزب الله الذي وصفه بأنه توأم حماس. مضيفاً “قد يحاول حزب الله تصعيد الوضع، لذا فإن رسالتي واضحة: إذا فاجأتنا حماس صباح السبت، فلن نتفاجأ من الشمال. نحن مستعدون. لا نريد حرباً في الشمال، لكن إذا فرضوا علينا حرباً، كما كنت أقول، فنحن مستعدون وسننتصر بشكلٍ حاسم في الشمال أيضاً”.

خطوة لعرقلة خط الإمداد
متسلحاً بما يقدّر بنحو 150 ألف صاروخ موجه بدقة بفضل إيران، التي حافظت على تدفقٍ مستمر من الأسلحة المتطورة وغيرت قواعد اللعبة لسنوات عبر سوريا.. يتمتع حزب الله، حسب الصحيفة الأميركية، بالقدرة على ضرب أي مكانٍ في إسرائيل، ولديه قوة يمكن مقارنتها بسهولة بجيش أوروبي متوسط الحجم منضبط ومدرب تدريباً جيداً.

ويشير الموقع بأن الغارات الجوية على مطاريّ دمشق وحلب في سوريا يوم الخميس كانت خطوة من جانب إسرائيل لعرقلة خط إمداد حزب الله بالأسلحة من إيران. فيما ينقل عن آخرين قولهم أن ذلك بمثابة تحذير لسوريا بعدم التدخل. فالدعم السوري لحزب الله يمكن أن يكون ذا أهمية خصوصاً في مرتفعات الجولان.

توقيت الانخراط في المعركة
وعن توقيت دخول الحزب في الحرب، قال بول سالم، رئيس “معهد الشرق الأوسط”، للصحيفة الأميركية “إذا تحركت إسرائيل بشكلٍ كبير في غزة وبدأت في الاقتراب من هزيمة حماس أو طردها، دعنا نقول مثل طرد منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان في عام 1982، عند هذه النقطة لن يرغب حزب الله وإيران في خسارة حماس كقوة عسكرية”.

أضاف “هذه ضرورة استراتيجية قد تدفعهم إلى فتح جبهةٍ ثانية للتأكد من عدم هزيمة حماس. كما هناك عامل آخر وهو الخسائر البشرية في غزة، فإذا كانت ضخمة فذلك قد يجبر حزب الله على التحرك، بسبب رد فعل شعبي عربي غاضب”.

من جهته، علقّ توبياس بورك، زميل البحوث الأمنية في “المعهد الملكي للخدمات المتحدة”، على تطورات الحدود ومعضلة حزب الله، شارحاً إياها بقوله “عندما حارب الحزب إسرائيل في عام 2006، أصبح يحظى بشعبيةٍ كبيرة في جميع أنحاء العالم العربي، لكن ذلك انقلب عندما تدخل في سوريا حين سُئل الناس عن علاقة القتال في سوريا بالمقاومة. إسرائيل هي سبب وجوده المفترض، على الرغم من أنه موجود في الواقع لحماية إيران من إسرائيل”.

وتابع “على حزب الله أن يستعيد الشرعية ويضع قدراً هائلاً من الضغوط. وهذا هو العامل المقلق بالنسبة لي. كيف يمكن لحزب الله أن يحافظ على كونه اللاعب الرئيسي في محور المقاومة ضد إسرائيل وأن لا يتدخل في الوقت نفسه؟”.

نتنياهو عارض الضربة الوقائية
هذا ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، بأن وكالات المخابرات الأميركية والإسرائيلية ما زالت تعمل على تحديد ما إذا كان الهجوم البري الإسرائيلي المتوقع ضد حماس في قطاع غزة قد يدفع حزب الله إلى شن حملة عسكرية واسعة النطاق ضد إسرائيل من لبنان.

وحسب الصحيفة، يقدّر المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون حالياً أن أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، لا يريد حرباً شاملة مع إسرائيل، خوفاً من الضرر الذي قد تلحقه هذه الحرب بجماعته ولبنان. مضيفين إنّ التقييم قد يتغير مع جمع المزيد من المعلومات الاستخبارية ومراقبة مجريات الميدان.

وكشفت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أميركيين وآخرين مطلعين على المناقشات، استخدام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حق النقض (الفيتو) ضد مقترحات حكومته بشأن توجيه ضربة وقائية ضد حزب الله.

هل يدخل نصرالله الحرب؟
خلصت وكالات الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية مباشرةً بعد هجوم “طوفان الأقصى”، حسب “نيويورك تايمز”، أن نصرالله فوجئ بحجم الهجوم وكثافته. فيما قال مسؤولون أميركيون وحلفاؤهم، الذين تحدثوا للصحيفة الأميركية شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إنّ ذلك كان جزءاً من مجموعة متزايدة من الأدلة على أن حزب الله وإيران لم يساعدا في التخطيط لمثل هذا الهجوم الكبير الذي شنته حماس.

وتشير الصحيفة الأميركية إلى شعور المسؤولين الأميركيين بقلقٍ متزايد من أن يتعرض نصرالله لضغوط من أعضاء الحزب المتشددين للانخراط في هذا النوع من الحرب واسعة النطاق. لتكشف عن محاولة وكالات الاستخبارات تحديد ما إذا كان نصر الله من المرجح أن يتخذ الآن إجراءات كان يتجنبها في السابق، وما هي تلك الإجراءات، وما إذا كان التهديد بالتدخل الأميركي المباشر من الجانب الإسرائيلي سيكون كافياً لإبقائه على الهامش. وإذا كان الأمر كذلك، إلى متى؟

قبيل الهجوم الذي وقع في 7 تشرين الأول، كان نصرالله يعتبر إسرائيل في أشد نقطة ضعف في تاريخها. لكن رد الفعل الإسرائيلي المدمر وتصاعد أعداد الضحايا بشكلٍ هستيري دفع مسؤولين أميركيين للقول للصحيفة بأن هذا المشهد يجعل وكالات الاستخبارات الأميركية تعتقد أن نصرالله يريد إبقاء منظمته بعيدة عن الحرب الكبرى.

رغم ذلك، حذر ميك مولروي، وهو مسؤولٌ كبير سابق في البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية الأميركية، من تطور الأمور إلى الأسوأ قائلاً “إذا بدا أن حماس سيتم تدميرها، فسيتعرض حزب الله لضغوط لا تصدق للمشاركة بشكلٍ مباشر وفتح الجبهة الشمالية. كلما زاد عدد الضحايا المدنيين، كلما زاد غضب الناس في المنطقة. وهذا سيضع المزيد من الضغوط على حزب الله للانضمام إلى القتال أو فقدان مصداقيته”.

الخلل في الحسابات ممكن
في الأثناء، اعتبرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن حزب الله يحاول ردع إسرائيل عن اتخاذ قرار الدخول البري الواسع إلى شمال قطاع غزة بقواتٍ كبيرة يمكن أن تتسبب بأضرار كبيرة جداً لحماس، رغم أنه لا يريد ضمنياً الانخراط في معركةٍ واسعة مع الجيش الإسرائيلي.

ورأت الصحيفة أن الحزب يختار رداً مدروساً على إسرائيل. لكن هذا الوضع هش جداً، وهناك احتمالية لا بأس بها لحدوث خلل في الحسابات، ستؤدي إلى حربٍ متعددة الجبهات بين إسرائيل وأعدائها، أي حرب إقليمية. ويبدو أن القرار النهائي سيتم اتخاذه في المحور بين قيادة إيران في طهران وبين نصرالله في بيروت.

وعندها، ستكون إيران مجبرة، وفق “هآرتس”، على اتخاذ قرار بما إذا كانت مستعدة لتعريض مشروعها الأساسي، أي حزب الله، لضررٍ كبير في محاولتها إنقاذ حماس. إضافةً إلى ذلك يجب عليها الأخذ في الحسبان إمكانية التدهور إلى مواجهةٍ عسكرية غير مباشرة.