التخطي إلى المحتوى

تواصل القاهرة دعمها المطلق للأشقاء في فلسطين وترفض مساعي تقودها أطراف غربية لتصفية القضية من خلال طرح فكرة وجود وطن بديل لسكان قطاع غزة الذين يتعرضون لحملة إسرائيلية ممنهجة لتدمير القطاع وسحق من بداخله ردًا على عملية طوفان الأقصى، التي قامت بها الفصائل الفلسطينية يوم 7 أكتوبر الجاري ونتج عنها خسائر فادحة في صفوف الإسرائيليين.

لقاءات والسيسي وبلينكن

وطرحت عدة أطراف غربية وأصوات داخل إسرائيل فكرة تهجير سكان قطاع غزة قسريا ونقلهم خارج القطاع وتحديدا إلى سيناء المصرية وهو ما رفضته مصر قيادة وشعبا، مؤكدة أن سكان غزة لن يتركوا وطنهم ولن يتم تصفية القضية الفلسطينية وستظل مصر داعمة لهم وأن سيناء مصرية ولن تكون إلا للمصريين رافضين كافة الضغوط التي تمارسها الدول الكبرى على مصر للقبول بهذا الأمر.

وأكدت القيادة السياسية المصرية على قوة ونزاهة القرار المصري الرافض لهذه الدعوات قبل يومين وتحديدا عندما زار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن القاهرة ضمن جولته الشرق أوسطية، حيث تم كسر البروتوكول المتعارف عليه وإذاعة الحديث الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الوزير الأمريكي على الهواء مباشرة ليعلم الجميع صدق الموقف والقرار المصري بشأن سيناء ويضحد ما يثار من أكاذيب وادعاءات بشأن وجود صفقة كبرى لتهجير سكان غزة قسريا خارج أرضهم وبلادهم إلى مصر.

وقال الرئيس السيسي، الأحد، خلال استقباله وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي يزور المنطقة حاليا، إن مصر تبذل جهودًا مكثفة لاحتواء الموقف في غزة وعدم دخول أطراف أخرى للصراع، معربا عن أمله في أن يكون اجتماعه بالوزير الأميركي “فرصة لإيجاد حل للأزمة الحالية”، واصفا إياها بـ”الخطيرة”.

وشدد السيسي، على ضرورة إيقاف تطورات الأزمة الحالية التي من الممكن أن يكون لها تداعيات على منطقة الشرق الأوسط؛ مضيفًا: “12500 فلسطيني قتلوا بسبب جولات العنف المتكررة في غزة، التأخير في حل القضية الفلسطينية يترتب عليه المزيد من الضحايا، ورد الفعل الإسرائيلي تجاوز مبدأ حق الدفاع عن النفس إلى العقاب الجماعي”.

كما شدد الرئيس، على ضرورة خفض التوتر وتيسير دخول المساعدات إلى قطاع غزة، مضيفًا:” أن الموجة التي تشكلت في أعقاب الأزمة موجة ضخمة جدًا، ونحن بحاجة للتحرك بقوة وبعزم لخفض التوتر وتيسير دخول المساعدات لقطاع غزة المحاصر دون مياه أو كهرباء أو وقود، ويجب ضرورة الاستماع للمعنيين بالقضية والعالمين بأسباب الأزمة”.

وتساءل الرئيس: “لماذا قتل السادات ولماذا قتل رابين ومن الذي قتلهم؟، المتطرفون، ونحن بحاجة للعمل سويًا”، مشيرا إلى أن اليهود الذين كانوا بمصر لم يتعرضوا لأي شكل من أشكال القمع أو الاستهداف، كما لم يحدث في المنطقة العربية أن تم استهداف اليهود على مدار التاريخ القديم والحديث، لافتًا إلى أن اليهود تم استهدافهم فقط في الدول الأوروبية، لكن لم يحدث ذلك مطلقاً في الدول العربية”، مضيفاً: “تربيت في حي كان بجواري يهود ولم يحدث أى مشكلة”.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي، إنه جاء إلى مصر للتحدث بشأن العمل معًا لحل الأزمة وحماية المدنيين، قائلًا إن “العمل سيكون بناءً ومثمرًا وهو مخالف لما تفعله حماس من تدمير وتنكيل- على حد قوله”.

وأضاف وزير الخارجية الأمريكي: “ما رأيناه الأيام السابقة يجعلنا نتحدث أكثر عن العمل معًا والتعاون في إطار المسار الصحيح، وإلا فإن البديل هو مسار لا يشوبه سوى  الدمار”، قائلًا: “التحدي بالنسبة إلينا هو العمل معًا وإرجاع الجميع إلى الطريق الصحيح”.

وحول سبب إذاعة لقاء الرئيس السيسي والوزير الأمريكي مباشر على غير العادة، قالت أستاذ العلاقات الدولية، الدكتورة نورهان الشيخ، إنه ربما حدث ترويج لبعض الأكاذيب كالعادة فيما يتعلق بالموقف المصري ولكن الرئيس السيسي أراد أن يكون هذا اللقاء معلن وأن يكون كل ما يجري فيه متاحا بالنسبة للرأي العام المصري.

سبب إذاعة اللقاء مباشرة

وأضافت “الشيخ” في تصريحات لـ”صدى البلد”، أن الرئيس السيسي، “يكن تقديرا كبيرا لنبض الشارع؛ لأن مصر ليس لديها ما تخفيه وكما أنها أكثر حرصًا على القضية الفلسطينية من أي طرف إقليمي أو دولي آخر”.

ومن جانبه، قال الإعلامي أحمد موسى، إنه لأول مرة يذاع لقاء مباحثات للرئيس السيسي مع مسؤول دولي يزور مصر على الهواء وذلك خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، مشيرا إلى أن “ما حدث مؤشر لعدة أمور في ظروف استثنائية تمر بها المنطقة”.

أضاف خلال برنامج “على مسئوليتي”، المذاع على قناة “صدى البلد”، أن المؤشر الأول تأكيد موقف مصر الواضح تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدا أنه كان من المهم أن يسمع وزير خارجية أمريكا والعالم أجمع ماذا يقول رئيس مصر؟

وأكد موسى، أن مصر مواقفها واضحة، مشيرا: “مصر وش واحد ومفيش حاجة تخفيها، كل اللي بتقوله مصر واضح”، مشددا على أن مواقف مصر بشأن القضية الفلسطينية ثابتة ومحددة ولم تتغير، لافتا إلى أن الرئيس السيسي، أكد أن ما تقوم به إسرائيل تجاه قطاع غزة يرتقي إلى العقاب الجماعي.

قال اللواء سمير فرج، الخبير الإستراتيجي، إن ما حدث من بث لقاء الرئيس السيسي ووزير الخارجية الأمريكي على الهواء سابقة لم تحدث من قبل.

وأضاف اللواء سمير فرج، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “على مسئوليتى”، تقديم الإعلامي أحمد موسى، المُذاع عبر فضائية “صدى البلد”، أن “قرار مصر واضح بشأن دخول المساعدات بشرط فتح معبر رفح للرعايا الأجانب”.

وأشاد الخبير الإستراتيجي، بالسابقة التي تحدث لأول مرة وهي موافقة الرئيس السيسي على إذاعة أحد اللقاءات المغلقة والذي جمعه بوزير الخارجية الأمريكي ليعرف الجميع رأي مصر في القضية الفلسطينية في ظل مزايدات كثيرة على مصر.

وأشاد الخبير الإستراتيجي، بالسابقة التي تحدث لأول مرة وهي موافقة الرئيس السيسي على إذاعة أحد اللقاءات المغلقة والذي جمعه بوزير الخارجية الأمريكي ليعرف الجميع رأي مصر في القضية الفلسطينية في ظل مزايدات كثيرة على مصر.

وأكد اللواء سمير فرج: “سابقة لم تحدث في التاريخ أن رئيسا يقول ما يحدث في اللقاءات المغلقة على الهواء”، موضحا: “مواقف الرئيس السيسي واضحة ومحددة بشأن فتح معبر رفح مقابل دخول المساعدات الإنسانية”، متابعا: “الرئيس السيسي أكد أن رد الفعل الإسرائيلي تجاوز العقاب الجماعي لأهالي قطاع غزة”.

عملية تفريغ ممنهجة لغزة

وأضاف اللواء سمير فرج، الخبير الإستراتيجي، أن وزير الخارجية الأمريكي، أعلن بعد الاجتماع أنه سيتم فتح معبر رفح لدخول المساعدات إلى قطاع غزة، مختتما: أن هذا الموقف يؤكد أن مصر كبيرة.

وتأزم الموقف بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد عملية طوفان الأقصى، التي نفذتها الفصائل الفلسطينية المختلفة، ونتج عنها خسائر كبيرة في صفوف الإسرائيليين – بحسب مواقع عبرية “بلغ قتلى قوات ومواطني دولة الاحتلال أكثر من ألف قتيل، أضافة لإصابة المئات”.

وعلى وقع هذه التوترات المشتعلة بين الطرفين، تم تداول مجموعة من الأخبار على مدار الأيام الماضية حملت الزج باسم مصر وسيناء داخل الأحداث، حيث لمح بعض العسكريين في جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى إمكانية تهجير مواطني قطاع غزة باتجاه الأراضي المصرية وتفريغ القطاع من مواطنيه على أن تكون سيناء وطنا بديلا لهم، كما مارست دول غربية ضغوطات في هذا الشأن.

ويشهد قطاع غزة عملية تفريغ ممنهجة وضربات دامية منذ 10 أيام ينفذها جيش الاحتلال ردا على عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حركة المقاومة الإسلامية حماس والفصائل الفلسطينية المختلفة داخل إسرائيل ونتج عنها خسائر فادحة في صفوف قوات الاحتلال.

وحول التوترات القائمة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وردا على ما يثار من جدل وتسبب في حالة نقاش واسعة بين المصريين عن مساع إسرائيلية بأن تصبح سيناء وطنا بديلا لأهالي قطاع غزة، أكدت مصادر أمنية مصرية رفيعة المستوى أن القضية الفلسطينية تشهد الآن منعطفا هو الأخطر في تاريخها.

وقالت المصادر- في تصريحات للقاهرة الإخبارية- إن هناك مخططا واضحا لخدمة أهداف الاحتلال القائمة على تصفية الأراضي الفلسطينية المحتلة من أصحاب الأرض وسكانها وإجبارهم على تركها بتخييرهم بين الموت تحت القصف الإسرائيلي أو النزوح خارج أراضيهم.

وحذرت المصادر من المخاطر المحيطة بتداعيات الأزمة الراهنة على ثوابت القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني، مؤكدة أن هناك بعض الأطراف والقوى تخدم مخطط الاحتلال وتمهد له مبررات الأمر الواقع؛ لتزكية أطروحات فاسدة تاريخيا وسياسيًا سعى الاحتلال لطرحها على مدار الصراع العربي – الإسرائيلي بتوطين أهالي غزة في سيناء.