التخطي إلى المحتوى

“ليبانون ديبايت”

قد يكون من الصعب الحكم على نتائج الزيارة التي قام بها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، والتي غادرها مع وعدٍ بالعودة، خصوصاً وأنه التزم بالصمت حول حركته ولقاءاته فيما كثرت التسريبات والمواقف المنقولة عنه والتي تضاربت في اتجاهاتها ومضامينها، إذ يكشف الكاتب والمحلل السياسي جورج شاهين، أن زيارة لودريان لم تنته بما اشتهى إليه، وانتهت بما لم يكن متوقعاً، وذلك بالنظر إلى بعض المحطات المفاجئة التي جرت على هامش هذه المفاوضات، ولعل أبرزها تلك التي شهدتها السفارة السعودية في اليرزة، والتي جمعت قبل ساعات قليلة على اللقاء النيابي السنّي الموسّع ، السفير القطري الجديد الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، مع السفير وليد بخاري، في رسالةٍ فهمها الوسط الديبلوماسي والسياسي، بأن التنسيق السعودي – الفرنسين لا يقتصر على الجانبين فقط، وأن الجانب القطري هو طرف أساسي في هذا التفاهم، وتظللهما الرعايتان السعودية والمصرية.

ويوضح المحلل شاهين ل”ليبانون ديبايت”، أن اللقاء بين السفيرين السعودي والقطري، جاء ليوحي بأن تنسيقاً يجري بين الطرفين وبأن هناك مباركة فرنسية ومن جانب اللجنة الخماسية وذلك لمجرد أن يجمع السفير السعودي في دارته النواب السنّة مع الموفد الفرنسي لودريان، بحجة تكريم المفتي عبد اللطيف دريان عندما تمّ التمديد له لولاية جديدة.
ووفق المحلل شاهين، فإن هذه المعطيات غيّرت مجرى زيارة الموفد الفرنسي، وغيّرت كل ما كان مرسوماً لدى لودريان، واللافت أنه لم يتطلع إلى مضمون الأجوبة على الرسائل التي وجهها إلى 38 نائباً.

ويشير شاهين في هذا الإطار، إلى مشكلة برزت اليوم، وأوحت بأنه تجاهل لقاء بعض النواب الذين ردوا على رسالته، وهو ما دفعه على ما يبدو، إلى التأكيد أنه عند عودته من اجتماعات نيويورك، سيجمع من لبّوا دعوته من خلال الرسائل، لأن طموحه لعقد اجتماع على مستوى كل الأطراف، قد انتهى بمجرد أنه تبلّغ بعدم قبول جزء كبير من اللبنانيين بأي شكل من أشكال طاولة الحوار سواء سُمّيت طاولة حوار أو تشاور أو عمل.

ورداً على سؤالٍ حول مصير مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الحوارية، يوضح شاهين، أن لودريان “ارتكب خطأً عندما أسرّ إلى بعض من التقاهم لدى بداية زيارته، بأنه يؤيد مبادرة الرئيس بري وهي مبادرة انتهت قبل أن يجفّ حبرها لجزء كبير من اللبنانيين وخصوصاً المعارضة بشكل عام والجانب المسيحي تحديداً، حتى أن التيار الوطني الحر الذي رحب بدعوة الرئيس بري، قد وضع شروطاً أنهت أهمية مشاركته على هذه الطاولة، لعجز بري أو عدم قدرته في هذه المرحلة من تلبية هذه الشروط، وبذلك بات مصير مبادرة بري على المحك وكذلك ما يُحكى عن حراك قطري أيضاً على المحك”.

ويخلص شاهين إلى أن لودريان “لم ينه زيارته وأبقاها مفتوحة على طريقة الجلسات المفتوحة، وبالتالي، فإن الموفد الفرنسي قدم نموذجاً لما يطمح اليه اللبنانيون بجلسة انتخاب الرئيس ودورات متتالية، فأنهى جولته الثالثة في بيروت بجلسات ودورات وزيارات متتالية فدخل في مسلسل الزيارة الثالثة والدورات المتتالية بمجرد أن يعود إلى بيروت”.

Scan the code