التخطي إلى المحتوى

اتهمت الولايات المتحدة السعودية بالانحياز إلى روسيا بعد أن قادت أوبك + لقرار صادم بخفض إنتاج النفط الخام، ما أبقى أسعار النفط مرتفعة في وقت يتزايد فيه قلق عالمي بشأن التضخم. وتصر أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم على أن القرار كان يتعلق بالاقتصاد وليس بالسياسة. 

وتنقل وكالة “بلومبرغ” أن الخطوة تمثل لحظة مهمة في التحالف المستمر منذ أكثر من 70 عاما بين السعودية والولايات المتحدة.

وجاء خفض الإنتاج بعد أقل من ثلاثة أشهر من سفر الرئيس الأميركي جو بايدن إلى السعودية بحثا عن طرح مزيد من في الأسواق للمساعدة في خفض الأسعار. 

وتلخص الوكالة أسبابا محتملة دفعت السعودية لاتخاذ هذه الخطوة، ومنها النفط مقابل الأمن. وبحسب الوكالة ساهمت محاولة واشنطن إحياء الاتفاق النووي مع إيران، عدو الرياض الإقليمي، ومشاركة السعودية في حرب اليمن، وما اعتبرته دول الخليج افتقارا إلى الحماية من واشنطن ضد هجمات الوكلاء المدعومين من إيران، في مزيد من الاختلاف بين واشنطن والرياض.

وتقول الوكالة إن النفوذ السعودي يعد سببا من الأسباب، إذ يقوم الأمير محمد بن سلمان (37 عاما) بمهمة تقديم السعودية كلاعب رئيسي، باستخدام المليارات التي تكسبها من النفط الآن لإعدادها لتكون قوة في القرن الـ21. 

وفي الشهر الماضي، اتخذت السعودية خطوة غير عادية بالإعلان عن أن الأمير ساعد في التوسط في تبادل السجناء بين روسيا وأوكرانيا.

ويشير التقرير إلى رغبة السعودية في موازنة العلاقة بين القوى أيضا. ويقول المسؤولون السعوديون إنهم بحاجة إلى موازنة علاقاتهم مع كل من الولايات المتحدة، وروسيا التي تلعب دورا مهما ليس فقط في أسواق الطاقة فحسب، ولكن أيضا في الصراعات الإقليمية من سوريا إلى ليبيا. والأهم من ذلك، تشارك روسيا أيضا في المفاوضات مع إيران، وعلى عكس الولايات المتحدة، فإنها لا تنتقد السعودية بشأن حقوق الإنسان. 

ولم تنضم السعودية إلى العقوبات المفروضة على موسكو بسبب غزو أوكرانيا، ويقول المسؤولون سرا إن عزلها تماما يمكن أن يأتي بنتائج عكسية.  

وأعلن ممثلو الدول الـ13 الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” وحلفاؤهم العشرة الأربعاء خلال اجتماعهم في فيينا خفضاً كبيراً في حصص الانتاج بمقدار مليوني برميل يوميا اعتبارا من نوفمبر.

وأثارت هذه الخطوة غضب الولايات المتحدة وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن “خيبة أمل من قرار أوبك+ القصير النظر”.