التخطي إلى المحتوى

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كما اتى غادر الموفد الفرنسي الرئاسي جان ايف لودريان مسلحا بأمل وحيد : العودة قريبا، و”اذا لم تكن الثالثة ثابتة علّ الرابعة تكون كذلك”!

على هذا الامل، تطوي فرنسا مبادرتها الرئاسية مع “حفظ ماء الوجه” تولت تنسيقه السعودية مع الخماسية، فخلافا لكل ما ساد من تحليلات وتوقعات وحتى تصريحات، لا اتفاق سعوديا فرنسيا على مقاربة الملف الرئاسي اللبناني لا على هوية الرئيس ولا حول الحوار الذي تنشده باريس!

فكل ما حصل بحسب ما تكشف مصادر موثوقة ولا سيما الاجتماع الذي انعقد في دارة السفير السعودي وليد البخاري بحضور مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان والموفد الفرنسي والذي جمع النواب السنة وسبقته خلوة ضمت دريان الى البخاري ولودريان، لم يكن الا بمثابة ترتيب “لائق” لحفظ ماء وجه فرنسا بعد فشل مبادرتها ومحاولة الايحاء بان الرياض وباريس ومعهما الخماسية كلها على اتفاق ووئام رئاسي لبناني.

هذا ما حصل بالفعل من حيث الشكل وعبر الاعلام لكن في الواقع وداخل الاجتماع، فالاجواء لم تكن كما تعمّد البعض تسريبها للخارج، فلودريان كان اكثر مستمعا منه متحدثا لدرجة انه اكتفى بقراءة بيان مكتوب مقتضب معدّ سلفا، قرأه على مسمع النواب والبخاري والمفتي دريان، فيما تولى دريان نقل حقيقة وجهة النظر السعودية .

فمعلومات الديار من اوساط مطلعة على جو اللقاء الذي انعقد في دارة البخاري، تكشف عن ان الحاضرين، وخلافا لوجهة النظر الفرنسية الداعية للحوار، لم يسمعوا رغبة سعودية بحث النواب على الحوار لا بل أكثر من ذلك، تقول الاوساط ان ما سمعه الحاضرون من البخاري في الاجتماع الشهير كان بمثابة تلميح سعودي ضد الحوار، تولى ترجمته اكثر المفتي دريان، فما تحدث عنه مواربة السفير البخاري تظهّر واضحا بكلام دريان الذي قال بما معناه : طالما هناك دستور ما نفع الحوار؟ فليطبّق الدستور!

هذا الكلام للمفتي دريان والذي اتى بخلاف الكلام الذي كان قاله قبل ايام قليلة من الاجتماع الشهير وتحديدا على مسمع بعض من التقاهم او اتصلوا به للتهنئة بتمديد ولايته، والذي دعا فيه” الى حوار وطني صادق وشفاف بعيدا عن الأنانية والشخصانية للوصول الى حلول تنقذ الوطن من الانهيار الكبير الذي نعيشه”كما قال، يظهر بوضوح التناقض بالموقف وتبديله من داعم للحوار الى ” لا داعي للحوار” وذلك بعد الاجتماع مع السفير السعودي على عكس الموقف الفرنسي المنشد للحوار او اقله” لمشاورات”، تماما كما أحبّ لودريان توصيفها طالما هناك فرقاء يرفضون منطق الحوار لمجرد الحوار.

على اي حال وبانتظار ما قد يرشح عن رئيس مجلس النواب نبيه بري لجهة الدعوات للحوار وما اذا كان سيمضي بحوار بمن حضر ولا سيما انه اعلن انه سيوجّه الدّعوة للحوار وفق الأصول، املا في أن تتحلّى كلّ القوى والكتل بالمسؤوليّة الوطنيّة وأن تتّقي الله،

تفيد المعلومات من مصدر بارز مطلع على جو الحراك الخارجي كما الداخلي، بان لا مشاورات لودريان ستنجح ولا الحوار سيجد طريقا مسهلة لانعقاده، فيما العين تتجه على نتيجة الحراك القطري المرتقب بالايام القليلة المقبلة.

وفي هذا الاطار، يلخص مصدر مطلع على ما حصل من اجتماعات مع الموفدين الخارجيين، المشهد داخل الخماسية بالتالي:

ما يحصل ان الخماسية تحاول الاظهار بانها على موقف واحد من الملف اللبناني وهي اعطت فرصة لفرنسا علّ مبادرتها تنجح الا ان باريس اصطدمت برفض المعارضة سواء للمرشح المدعوم من حزب الله او بمبدأ الحوار قبل جلسات متتالية لانتخاب الرئيس من جهة ولاحقا اصطدمت باريس مع الممانعة المتمسكة حتى الساعة برئيس تيار المردة سليمان فرنجية وهذا ما ابلغه اصلا الحاج محمد رعد للودريان حتى في اجتماعهما الاخير. ويتابع المصدر بان فشل باريس بمبادرتها دفع بالخماسية لنقل الملف اللبناني من يد فرنسا الى قطر على قاعدة البحث والاتفاق على شخص رئيس توافقي يرضي جميع الاطراف وبالتالي الانتقال الى المرحلة الثالثة خارج اطار فرنجية او ازعور، تبدأ بجوزيف عون ولا تنتهي عند اسماء اخرى ولاسيما ان التعويل هو على دور قطري مع ايران يفتح باب النقاش الرئاسي الجدي، مع حفظ ماء وجه فرنسا.

لكن وعلى الرغم من كل الحراك الخارجي وحركة الموفدين ذهابا وايابا على خط بيروت، والعاملة لدعم ترشيح اسم اخر غير فرنجية وازعور وفي مقدمهم العماد عون، تجزم اوساط متابعة بان حزب الله كما الرئيس بري لا يزالان يتمسكان برئيس تيار المردة سليمان فرنجية وكل ما ياقل عكس هو من نسج خيالات البعض كما تقول الاوساط.

وعليه وبانتظار جلاء الصورة الخارجية قبل الداخلية وعلى رأسها نتائج زيارة وفد الحوثيين إلى الرياض والتي تعتبر الاولى كزيارة رسمية منذ بدء الحرب في اليمن ومعها الحراك القطري ومدى تأثيره على الموقف الايراني الضروري في اي تسوية مقبلة تكون الولايات المتحدة وايران ابرز عرّابيها، عندها فقط تتضح هوية الرئيس المقبل علما ان كل الاجواء تشير الى الا رئيس قريبا للبنان ولا اسماء خارج اطار فرنجية او عون مهما طال “وقت الانتظار”!