يمكن القول، إن كل ما قيل او نقل من معلومات في اسرائيل سواء كان تلميحا او تصريحا، لا يعدو كونه قنابل دخانية تحاول من خلاله القيادات الصهيونية اخفاء سلسلة من الحقائق ابرزها:
أولا: ان الولايات المتحدة الاميركية هي من ترعى هذا المقترح بشأن ترسيم الحدود البحرية والذي لا يرقى الى مستوى تفاهم او اتفاق، وهي التي تعمل على نيل موافقة الطرفين اللبناني والاسرائيلي عليه انطلاقا من مصلحة لديها باتت اكثر من ملحة مع تطورات الحرب الروسية – الاوكرانية، ما يعني انً كل الاعتراضات الاسرائيلية هي ممنوعة من الصرف لدى الاميركي.
ثانيا: حاجة العدو الى استخراج الغاز من حقل كاريش تمهيدا لتصديره الى أوروبا وهو بات على قناعة ان هذا الامر مرتبط باعطاء لبنان كامل حقوقه، وما دون ذلك فإن المقاومة ستكون جاهزة للتدخل لمنع اية اعمال في كاريش، ما قد يؤدي الى حرب لن تسمح لأي طرف باستخراج الغاز، وهذا ما تخشاه اسرائيل، وما البروباغندا التي اعتمدتها امس سواء برفع جهوزية الجيش على الحدود مع لبنان او بالتصريحات التي هددت وتوعدت المقاومة الا عبارة عن رسائل داخلية ضمن المزايدات السياسية والاعلامية الاسرائيلية قبيل الانتخابات.
ثالثا: مخاوف القيادة الاسرائيلية من تنامي حدة الانقسام الذي احدثه ملف الترسيم في داخل الكيان، في ظل السجال العنيف القائم بين لابيد ونتنياهو، ما يهدد بتوترات قد تفضي الى فوضى عارمة خصوصا ان المجتمع الاسرائيلي هو بالاساس مفكك وقائم على مجموعات غير متجانسة اتت الى فلسطين من بلاد مختلفة.
في ظل هذا التخبط الاسرائيلي والعشوائية التي يتسم بها سلوك المسؤولين الصهاينة، تلقى لبنان “العنتريات” الاسرائيلية بكثير من الهدوء والثقة، انطلاقا من الموقف الوطني الموحد حيال هذا الملف الحيوي، ومن جهوزية المقاومة وقدرتها على التدخل لحماية هذه الثروة.
وفي هذا الاطار، تقول مصادر مواكبة ان تطمينات وصلت الى السلطة اللبنانية بأن الفورة الاسرائيلية هي انتخابية بامتياز ومرحلية وهي قيد المعالجة.
أما بشأن المقاومة التي لم تتخل يوما عن جهوزيتها، فتقول المعلومات انها ما تزال على موقفها الواضح بالوقوف خلف السلطة اللبنانية والقبول بما تقبل به، والتدخل في حال رفضت المقترح الاميركي وباشر العدو بالعمل في حقل كاريش قبل اتمام ملف الترسيم، عندها سيكون للمسيّرات اهدافا اكبر!..