شركة اس تي سي أعلنت مؤخرا استحواذها على حصة تقدر بـ 9.9% من شركة تيليفونيكا الإسبانية بقيمة تقدر بـ 8.5 مليار ريال (17% من قيمة رأس المال المدفوع). وسبق هذا الإعلان قيام “اس تي سي” بتوقيع اتفاقية تعاون استراتيجية مع تيليفونيكا بداية العام (فبراير). وسرعان ما خرجت وزيرة العمل المكلفة اليسارية مطالبة بوقف الصفقة لدواعي أمنية تخص الدفاع الاسباني الذي تزود تيليفونيكا الخدمات له. وقبل أيام خرج رئيس الوزراء الاسباني مؤكدا ان تحقيقا يجري بهذا الخصوص، وان الصفقة قيد البحث، ولكنه عقب بأن تدفق الاستثمارات لإسبانيا أمر إيجابي. النقابات العمالية كانت متفاوتة في ردود افعالها ما بين مرحب وحذر.
يقدر عملاء تيليفونيكا بأكثر من 350 مليون عميل في مختلف القارات والدول، ولديها خطة طموحة معلنة لزيادة التدفقات النقدية لمساهميها وزيادة القيمة الاقتصادية لهم. ويبقى السؤال، هل لو كان صندوق الاستثمارات العامة لا يملك 64% من شركة اس تي سي لكانت الأصوات المعارضة بهذه الحدة؟ طبعا الآراء حيال هذا الأمر متعددة، ولكن في رأيي حصة الصندوق مهما انخفضت فلن يغير من الواقع شئ، سواء من اليساريين او غيرهم، فالأصوات نفسها قرأناها حيال استثمار البنك الأهلي في كريدي سويس رغم حصة الصندوق التي تقل عن 40%.
الحقيقة ان كل ما يصدر من مملكتنا سيظل محط تشكيك، الرؤية برمتها كانت محل تشكيك، وستظل، بل وستزداد مع كل خطوة نخطوها بتفوق، انا لا أقول ان الغرب لا عقلاء فيه يرون في نمونا وطموحنا فرصة للتشارك والتعاون ومزيدا من التقارب، كل ما أقول أن تركيبة الغرب المتعددة التوجهات والأحزاب تجعل من الحتمي ان يكون هناك من ينظر بعين التشكيك في توسعاتنا ونمونا الاقتصادي. وأضيف بأن هناك دوائر متيقنة أن توجه بلادنا إيجابيا ولكنها تسعى لإثارة اللغط لصراعات حزبية بين اطرافهم او لكسب شعبية لدى ذوي التوجه السيء لأغراض انتخابية.
ستظل للابد الأصوات المشككة في النوايا، وهو ليس امر سلبي (بحت)، ولكن ستظل، واعتقد اننا نجيد التعامل معها. ان استثمرت شركة يملك الصندوق بها حصة مؤثرة في شركة خارج المملكة تظهر أصوات تشكك في النوايا (الغير استثمارية)، وأضيف انه لو استثمر تاجر بنفس الطريقة لقالوا انما هو (واجهة) للمملكة كدولة، وما يقوم به (ايعاز) لأغراض غير استثمارية. اجمالا اذكر الجميع، بمن فيهم صندوق الاستثمارات العامة، بتصريح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، أن أي اصل نضج سيتم التخارج منه، واذا كان في سوق الأسهم فسيتم تخفيض نسبة الملكية بما يبقي السيطرة بغرض ضمان بقاء النمو. ولمن يحاول إعاقة استثماراتنا نقول العالم واسع جدا، ولا شئ يتوقف على احد، العالم واسع وينمو، ومن يرحب بنا كثر.