قطعت الجهات المختصة في دولتنا الحبيبة أشواطاً كبيرة في رفع الوعي بأهمية الصحة النفسية جنباً إلى جنب الصحة العامة للمجتمع، وفي يومها العالمي الذي يصادف ١٠ أكتوبر من كل عام أطلقت وزارة تنمية المجتمع بالتعاون مع الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية «دليل تعزيز الصحة النفسية الإيجابية في مكان العمل»، ويستهدف مسؤولي الموارد البشرية، ويحثهم على مشاركة المعلومات والتوجيهات التي تحتويه مع الموظفين في الجهات الحكومية الاتحادية، ونحتاج من تلك الخطوة وذلك الدليل أن يعمم على الجميع في مقار العمل سواء كانت اتحادية أو محلية وكذلك في القطاع الخاص.
توجد خدمات مجانية للصحة النفسية مقدمة في عدد من مستشفيات الدولة، وكذلك عيادات متخصصة في معالجة الأمراض النفسية التي تمر على الأفراد في فترات معينة خاصة تحت ضغط العمل ومسؤوليات الحياة، لذلك نحتاج إلى ذلك الدليل ليعمم على مستوى الدولة، وكذلك نحتاج الى مشاركة الجهات المعنية المتخصصة بالصحة النفسية بزيادة نشاطها المجتمعي بدعم من الجميع، بتنظيم حملات متخصصة، تلقي بأثرها في المجتمع ككل، ولعل الجميل في الأمر أن الجميع يستطيع متابعة صحته النفسية وتقوية مناعته، من خلال عدة إرشادات سهلة وبسيطة، إلا أنها تختلف من فرد لآخر حسب وضعه وظروفه.
فالبعض يكفي أن يُفرغ الضغوط التي يواجهها بتوجيه اهتمامه بأمور بسيطة لحظية كالتنفس ورسم الابتسامة على وجهه واستحضار موقف فكاهي مر به من قريب، والبعض يحتاج إلى جلسات خاصة يمكن أن يتحدث فيها فقط، وكل حسب ما يوجهه به المختص النفسي، وهنا يطلب من الجهات المختصة حصر جميع الخدمات النفسية والمبادرات المقدمة في موقع واحد يجمعها، ليسهل التواصل مع الجهات المختصة فيها، ويسهل الوصول الى تلك الخدمات المقدمة، بحيث يجمع الموقع كل الخدمات الحكومية والعيادات والمراكز المختصة، حتى في القطاع الخاص، بشرط أن تكون قد رخصت من قبل الجهات المختصة، ويمكن أن تشارك بها المراكز والعيادات الخاصة بشرط دعم الموقع من قبلهم، وبذلك يكون النفع متبادلاً ومجتمعياً، فيه الخدمات المجانية وكذلك المدفوعة.
وتوجد مبادرات إقليمية مشابهة لتلك المبادرات ومراكز حكومية خاصة للصحة النفسية، كما أطلق في السعودية المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية الذي يجمع تحت نطاقه وفرق عمله عدداً مختلفاً من الوزارات والهيئات السعودية، ولدينا في الدولة الكثير من المبادرات إلا أنها متفرقة ومن الصعب إيجادها في الوقت المناسب، لذا فذلك الموقع المترقب من الجهات المختصة سهلٌ إنشاؤه ومن السهل جمع البيانات والخدمات من خلاله لاسيما أن الدولة تتجه للخدمات الإلكترونية الحديثة، وطالما أطلقت وزارة تنمية المجتمع تلك الخدمة وتسلمت الراية، ننتظر منها إكمال مبادراتها بإنشاء ذلك الموقع، والذي يُعنى حقيقة بتعزيز جودة الحياة من خلال الصحة النفسية.
[email protected]