اتخذ السباق بين التصعيد الميداني المتواصل على “جبهة الجنوب” والمساعي الداخلية والديبلوماسية المحمومة للحؤول دون التفلت النهائي لهذا التصعيد والانزلاق بالوضع نحو حرب مفتوحة ذروة غير مسبوقة. ولعل ما فاقم الأجواء المنذرة باحتمالات اتساع التصعيد العسكري والميداني الدلالات الساخنة والمثيرة للقلق التي اكتسبها توجيه السفارة الأميركية طلبا طارئا ثانيا الى جميع الرعايا الاميركيين الموجودين في لبنان بضرورة مغادرته بأسرع وقت فيما تكر سبحة التحذيرات التي توجهها دول الى رعاياها لتجنب التوجه الى لبنان. كما ان من موشرات ترجيح كفة التصعيد المتدرج عند الجبهة الجنوبية عامل لافت يتمثل في انضمام مزيد من التنظيمات الفلسطينية واللبنانية الى المشاركة في تبني العمليات الجارية ضد القوات الإسرائيلية وسط كلام عن إقامة غرفة عمليات ميدانية مشتركة بين “حزب الله” وهذه التنظيمات التي صار معروفا منها علنا “حماس” و”حركة الجهاد الإسلامي” و”الجماعة الإسلامية” وربما تنظيمات أخرى تعلن تباعا. وفي ظل التراشق الصاروخي والمدفعي المتكرر يوميا عبر الجبهة الجنوبية تثار تساؤلات عدة حيال ما اذا كانت معادلة “التناسب” في قواعد الاشتباك بين “حزب الله” وإسرائيل الصامدة نسبيا حتى اللحظة بما لم يشعل المواجهة الشاملة ستحافظ على صمودها طويلا ام ان تعدد التنظيمات الفلسطينية واللبنانية الى جانب “حزب الله” في الاشتباكات الجارية واعمال القصف قد تخرج الوضع الميداني في أي لحظة عن إمكانات ضبطه وتاليا اشعال المواجهة الكبيرة. الاستنفار الحكومي وقد عكس الاستنفار الحكومي الواسع ديبلوماسيا وانسانيا واغاثيا للتهيؤ لاحتمالات الحرب انطباعات مشدودة للغاية اذ بدا بمثابة “اعلان رسمي” للمرة الأولى باطلاق الاستعدادات لاحتمالات الحرب تعززها دعوات الدول الى رعاياها لمغادرة لبنان على جناح السرعة وعدم التوجه اليه. وفي اطار هذا الاستنفار عقدت بعد ظهر امس جلسة لمجلس الوزراء خصصت…
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من “النهار”
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن