التخطي إلى المحتوى

حزب الله

قبل أن تصل ورقة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل الى المسؤولين اللبنانيين، وبسحر ساحر، خيّمت الإيجابية فوق رؤوس الرؤساء الثلاثة، ولاحت على وجوههم الفرحة العارمة.

وأكثر من ذلك، خفض أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله من منسوب تهديداته ومستوى مفرداته، التي كانت من العيار الثقيل تجاه إسرائيل، كما إختفت المسيّرات وإنخفضت الأصوات وتحوّلت اللهجة من التهديد بالصواريخ الى مجرد “مشكل” ومن التلويح بالحرب الى “أكل العنب”.
كل هذا جرى قبل الإطلاع على نص مسودة التفاهم، الأمر الذي يثير تساؤلات الرأي العام، عن “سرّ” هذا التوافق والإفراط بالتفاؤل، والهرولة نحو التوقيع والبصم رغم الإعتراف “بشياطين” التفاصيل، وعلى ماذا إستندوا في مواقفهم هذه منذ بدء المفاوضات؟.

ضغوط سياسية مورست على المسؤولين اللبنانيين للقبول ببنود الإتفاق مع بعض الترغيب والإغراء الإقتصادي والمالي خصوصا في ظل الشحّ في مزاريب المال والإفلاس الذي يخيّم فوق القصور

مصادر سياسية خاصة وضعت ما جرى لـ”جنوبية”، في خانة “ضغوط سياسية مورست على المسؤولين اللبنانيين للقبول ببنود الإتفاق، مع بعض الترغيب والإغراء الإقتصادي والمالي، خصوصا في ظل الشحّ في مزاريب المال، والإفلاس الذي يخيّم فوق القصور، وهذا ما ظهر في التجاوب والقبول السريع لمعظم الطروحات، وقبل الإطلاع على مضمون الرسالة الخطية وإجتماع الخبراء”.
وإذ تحفظت المصادر على ” بعض الخبرات التقنية للمفاوضين اللبنانيين، وتغييبهم عن المشهد لصالح واجهة سياسية_أمنية مؤلفة من نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، ومدير عام الأمن اللواء عباس إبراهيم”.

ما هو معلن من الإتفاق حتى الساعة يصب في مصلحة إسرائيل وهو يدعو الى الشك والريبة وخطير جدا من الناحية السياسية

و إعتبرت أن ما هو معلن من الإتفاق حتى الساعة “يصب في مصلحة إسرائيل وهو يدعو الى الشك والريبة وخطير جدا من الناحية السياسية، إذ توحي الأجواء على أننا دخلنا في عملية تطبيع هادئة وسلسة، ومدجنة برعاية أميركية، وموافقة ضمنية لبنانية”.

وتذهب المصادر في تحليلها الى أبعد من التطبيع حيث “تعتبر أن ما يجري هو عملية إمساك بالقرار السياسي اللبناني، وفي حال حصل تفاهم لبناني إسرائيلي، وتم التوقيع بين الجانبين على الترسيم البحري قبل الإستحقاق الرئاسي، فمعنى ذلك أن رئيس الجمهورية المقبل سيكون وفقا لمواصفات إسرائيل، من خلال الولايات المتحدة الأميركية، ليضمن تنفيذ بنود الإتفاق والسهر على تحصينه”.

مسودة الإتفاق تحولت الى ورقة إنتخابية في إسرائيل وهذا ما يضع الإتفاق الموعود امام احتمال تأجيل البت به الى ما بعد الإنتخابات

وبحسب المصادر عينها، “لم يأبه الرؤساء الثلاثة بالألغام والمطبات الإسرائيلية والأميركية، ما يضع علامات استفهام كبيرة حول هذا التفاهم الأشبه بالصفقة السياسية والامنية، التي ستتضح كامل معالمها لاحقا”. وإذ أبدت المصادر إستغرابها من “الموافقة على منطقة أمنية، ترعاها الأمم المتحدة وقوات اليونيفيل في الجنوب، سألت الرؤساء الثلاثة وحزب الله، “هل هذا يعني توسيع المهام الأممية”؟!

وحول عملية التوقيع رأت المصادر أن مسودة الإتفاق “تحولت الى ورقة إنتخابية في إسرائيل وهذا ما يضع الإتفاق الموعود امام احتمال تأجيل البت به الى ما بعد الإنتخابات، خصوصا أن الأميركي، مهما كانت ضغوطه كبيرة على إسرائيل للإسراع بحسم موقفها، إنما عندما تتعلق الأمور بالإنتخابات الداخلية يقف عندها”.

إقرأ أيضاً : بالفيديو: حرب المولدات والزبائنيات تنفجر بين «حزب الله» و«أمل».. ووهاب «ثالثهما»!