توقعت مصادر مصرية مطلعة «مشاركة دولية واسعة ورفيعة»، في «قمة مصر الدولية للسلام» بشأن فلسطين، المقرر أن تستضيفها القاهرة السبت المقبل، ضمن مبادرة تقضي بـ«ضرورة الشروع العاجل في بحث سبل تسوية شاملة للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، بموجب حل الدولتين»، ما حظي بتأييد الصين وروسيا.
ودعت مصر، في ختام اجتماع لـ«مجلس الأمن القومي»، الأحد الماضي، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى استضافة قمة إقليمية ودولية حول القضية الفلسطينية.
ووفق مصادر نقلت عنها فضائية «القاهرة الإخبارية»، فإنه تأكد حضور عدد من زعماء دول عربية وخليجية، فضلاً عن تركيا، واليونان، وإيطاليا، وقبرص، والسكرتير العام للأمم المتحدة.
وترى وكيل «لجنة الشؤون الخارجية والعربية والأفريقية» بمجلس الشيوخ المصري، الدكتورة سماء سليمان، أن «الرؤية المصرية بضرورة استغلال الاهتمام العالمي الراهن بالقضية الفلسطينية في مناقشة سبل حلحلة قضايا الحل النهائي، وإعادة مسار عملية السلام، تحظى بدعم كبير عربياً ودولياً».
وتُرجع سليمان، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، الانفجار الراهن إلى «عدم حيادية المجتمع الدولي في التعامل مع الفلسطينيين، وإعاقة أي جهود تستهدف قبول فلسطين عضواً كامل العضوية في منظمة الأمم المتحدة». مشيرة إلى «أهمية حث المجتمع الدولي على أهمية إيجاد حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وتفعيل حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية»، على حد قولها.
واستنادا إلى المشاورات السياسية المكثفة التي تشهدها أو تشارك بها القاهرة حالياً، توقعت البرلمانية المصرية «مشاركة واسعة في مؤتمر السبت»، منوهة إلى «الموقف العربي الموحد تجاه القضية الفلسطينية ورفض تصفيتها على حساب دول الجوار»، وهو ما ينتظر تأكيده في المؤتمر من جانب الدول العربية.
مصر والأردن
وأكد مصر والأردن بختام قمة جمعت الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني في القاهرة (الخميس)، أن «تحقيق الاستقرار الحقيقي والمستدام في المنطقة، يرتكز على حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمقررات الشرعية الدولية ذات الصلة، وبما يتيح السلام والأمن والازدهار لجميع شعوب المنطقة».
وتلقت مصر، الخميس، دعماً روسياً وصينياً لرؤيتها بشأن تسوية الصراع. وأكد الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال لقاء مع رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، في بكين الخميس، أن «الصين تقيم علاقات جيدة بإسرائيل… لكنها تدعم منذ عقود القضية الفلسطينية، وتعترف بدولة فلسطين وتتبنى تقليدياً حل الدولتين».
وقال جينبينغ إن «الأولوية المطلقة لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن لتجنب اتساع رقعة النزاع – إن لم يكن قد خرج عن السيطرة – وألا يؤدي إلى أزمة إنسانية خطيرة»، وأضاف أن «الحل الأساسي لتسوية النزاع المستمر بين الفلسطينيين وإسرائيل هو تطبيق حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة والتوصل إلى تعايش سلمي بين فلسطين وإسرائيل».
من جهته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال محادثات أجراها مع عدد من رؤساء بلدان الشرق الأوسط، أن «الركود في عملية التسوية في المنطقة هو سبب التصعيد». وقال الكرملين في بيان عقب محادثات هاتفية أجراها بوتين «الإجماع العام هو أن سبب التصعيد الحالي غير المسبوق هو الركود الطويل الأمد في عملية التسوية في الشرق الأوسط».
وجدد بوتين ما وصفه بـ«موقفه المبدئي» الداعم لـ«استئناف العملية السياسية من أجل التوصل إلى حل طويل الأمد وعادل للمشكلة الفلسطينية على الأساس القانوني الدولي المعروف، الذي سيشمل إقامة دولة فلسطينية مستقلة تتعايش بسلام وأمن مع إسرائيل».
فرصة ذهبية
بدوره، أشاد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، بمبادرة مصر لاستضافة قمة دولية، السبت؛ للتعامل مع الأزمة المستمرة وتنسيق الجهود الدولية لخفض التصعيد.
ووفق تصريحات نقلتها وكالة «أنباء الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية البريطاني خلال زيارته للقاهرة، إن «مصر تلعب دورا رئيسيا في الصراع الحالي، ونحن معاً ندرك أهمية وقف التصعيد وتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة».
وبينما من غير الواضح، إمكانية مشاركة إسرائيل في مؤتمر السبت، دعا حازم خيرت سفير مصر السابق في تل أبيب، إسرائيل، إلى ضرورة انتهاز فرصة انعقاد «قمة مصر الدولية للسلام»، بعدّها أول تحرك دبلوماسي جماعي منذ بدء القتال؛ لوضع حد للمأساة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع.
وقال خيرت، لوكالة «أنباء الشرق الأوسط»: «إننا أمام فرصة ذهبية رغم الثمن الباهظ الذي يدفعه أهل قطاع غزة، وهي أن القضية الفلسطينية، مع طرح حل الدولتين، عادت لتتصدر المشهد الدولي»، وطالب الفلسطينيين أيضا بـ«اغتنام تلك الفرصة وتوحيد الصف وإنهاء الانقسام وإعلاء مصلحة فلسطين فوق كل اعتبار لتحقيق حلم إقامة الدولة المنشودة».