على الرغم من صمود وقف اطلاق النار في مخيم عين الحلوة تنفيذاً للإتفاق الذي تم التوصل اليه مساء الخميس بمسعى من رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد الإشتباكات العنيفة التي شهدها المخيم وأوقعت 18 قتيلاً و140 جريحا ، ودمرت كليا او جزئياً مئات الوحدات السكنية والتجارية في المخيم والتعمير وهجرت آلاف الفلسطينيين واللبنانيين منهما واستدعت بتداعياتها الكارثية المباشرة الأمنية والإنسانية والتربوية والاقتصادية والإجتماعية على المخيم وصيدا ما يشبه حالة طوارئ سياسية وأمنية لبنانية وفلسطينية على مدار الأيام والساعات التي سبقت التوصل لإتفاق وقف النار، لا يمكن القول ان الوضع الأمني في المخيم تجاوز مرحلة الخطر لأسباب عدة ، منها أنه لم ينفذ حتى الآن من بنود الاتفاق سوى بند واحد وهو وقف اطلاق النار والذي ينتظر تثبيته تنفيذ خطوتين ميدانيتين من شأنهما نزع فتيل التفجير ، الأولى سحب المسلحين وإزالة المظاهر المسلحة وهو ما لم يتم حتى الآن .
والثانية اخلاء مجمع مدارس الأنروا التي يتحصن بها المسلحون من الطرفين ” الشباب المسلم ” و” فتح ” في جهتين متقابلتين داخل المجمع وهو أيضاً ما لا يبدو حتى الآن متاحاً في ظل ما يتم تسريبه من شروط وشروط مقابلة لهذا وذاك، لإخلاء المجمع !.
ليبقى البند الأهم من بنود الاتفاق وهو تسليم المتهمين باغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي ومرافقيه ، والذي لا يزال ينتظر بدء اللجنة الأمنية الرباعية التي شكلت من ” ممثل عن مخابرات الجيش اللبناني وممثل عن الأمن العام اللبناني وممثل عن كل من حركتي فتح وحماس ” ، لعملها على هذا الملف، وهذا الأخير ينتظر بدوره حصيلة تواصل القوى الإسلامية في المخيم مع ” الشباب المسلم”، علماً أن الأجواء حتى الآن لا تشير الى احداث أي اختراق إيجابي بهذا الملف .
لقاء فتح – العصبة
وفي هذا السياق كان لافتاً اللقاء الذي عقد في سفارة فلسطين امس بين عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة فتح عزام الاحمد مع وفد من قيادة “عصبة الأنصار” برئاسة الشيخ أبو شريف عقل وابراهيم السعدي وايمن شريدي، بحضور السفير اشرف دبور وأمين سر فتح وفصائل منظمة التحرير في لبنان فتحي ابو العردات، وعضو قيادة الساحة في لبنان منذر حمزة، وقائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب وامين سر قيادة حركة فتح وفصائل المنظمة في صيدا العميد ماهر شبايطة، حيث تم استعراض الاوضاع في مخيم عين الحلوة ، والتأكيد على تثبيت وقف اطلاق النار واستمراره، والعمل على تنفيذ كافة النقاط الاخرى والمتعلقة باحداث مخيم عين الحلوة وسبق ان اعلنت من قبل الحكومة اللبنانية وقيادة الجيش اللبناني وجهازي المخابرات والامن العام بالاتفاق مع القيادة الفلسطينية والتي بدأ تنفيذها بمبادرة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بوقف اطلاق النار ، وتم التأكيد على سرعة تنفيذ بقية النقاط سواء ما يتعلق منها بعودة الحياة الطبيعية في مخيم عين الحلوة وصيدا والجوار اللبناني وتسليم المتهمين باغتيال اللواء ابو اشرف العرموشي ورفاقه”.
ورغم أن هذا اللقاء بالشكل عكس أجواء مريحة للوضع في المخيم ، الا أنه في المضمون طرح أكثر من تساؤل حول مدى قدرة العصبة ومعها “حماس” وباقي القوى الإسلامية في المخيم على الزام الشباب المسلم بتسليم المتهمين ! .