“من رحم التمويل يولد الإرهاب”.. كانت هذه نقطة البدء لفصائل جماعة الإخوان الإرهابية، فبعد ثورة 30 يونيو 2013، شهدت الجماعة الإرهابية أكبر موجة من الانقسام إلى مجموعات متعددة من الفصائل والميليشيات، ورغم أن “محمد كمال” مسئول الجناح المسلح للجماعة، كان يملك مفاتيح تحرك كل هذه الفصائل، إلا أن التمويل الذى كان يأتي من الخارج، كان المحدد الرئيسى لتحركات هذه الفصائل والميليشيات.
ومع مرور الوقت، ونجاح الأمن المصرى من التصدي لكل ميلشيات الإخوان الإرهابية، وصولاً إلى مقتل محمد كمال نفسه، بدأت قيادات الإخوان خاصة في الخارج البحث عن تحقيق أهدافها الشخصية، تحديداً تحويل التمويل إلى الحسابات البنكية لهم، ومن هنا ظهرت جبهتى “إبراهيم منير” و”محمود حسين”، وظلت الجبهتان تحاولان استقطاب الممولين، إلا أن التدفقات التمويلية توقفت، خاصة بعدما نجحت الدولة المصرية في إنهاء مفعول الإرهاب الإخوانى.
من هنا بدأ الكماليون، نسبة إلى محمد كمال، في تجميع أنفسهم في الخارج وتشكيل تيار أطلقوا عليه “تيار التغيير بجماعة الإخوان المسلمين”، شكلوا هذا التيار وأعينهم على التمويل.
ولأن التمويل مرتبط بخطة تحرك مسلحة، فقد عكف قيادات التيار على وضع خطة تحرك، يستقطبون من خلالها ما تبقى من عناصر التنظيم المتهلهل، وفى نفس الوقت تحويل الأموال إلى حساباتهم البنكية، وبعد مشاورات ولقاءات في عواصم أوروبية، استقر التيار على إعلان ما أسماه “وثيقة الإصدار السياسى”، التي يحاولون من خلالها إعادة الإخوان مرة أخرى إلى المشهد السياسى والإرهابى، والاتفاق مع جبهة إبراهيم منير على التعاون، الذى يتخذ من السياسة ستاراً للعودة مرة أخرى إلى الإرهاب، من خلال خطة تحرك تستهدف التحريض ضد الدولة المصرية، والعمل على أحياء بعض الميليشيات المسلحة وتكليفها بتنفيذ عمليات نوعية ضد مؤسسات الدولة المصرية.
وثيقة الإصدار السياسى، هي الأداة الأولى لتيار التغيير الذى يطلق عليه بين الإخوان بـ”تيار الكماليون”، وتم إطلاقها في مؤتمر عقده التيار بالخارج السبت 15 أكتوبر الجارى، وقالوا إنها تستهدف تنفيذ “تعاليم حسن البنا وسيد قطب، ورغم أن كثيرين نظروا للوثيقة على أنها خطوة تؤكد اتساع هوة الخلاف بين أنصار جماعة الإخوان الإرهابية وتقزمها وقرب زوالها بشكل كامل، يرى أخرون أن الوثيقة تستهدف إعادة تموضع من تبقى من الجماعة، وأحياء التنظيمات الإرهابية مجدداً.
ويشارك في تلك المجموعة، محمد منتصر المتحدث السابق للجماعة، فضلًا عن رضا فهمي، وعمرو دراج وحمزة زوبع وجمال عبد الستار وعمرو حام، بالإضافة إلى أحمد مولانا، عضو الجبهة السلفية، ويهدف هذا التيار إلى السيطرة على جبهتى “منير وحسين”، وتشكيل مجموعات لإحياء فكر سيد قطب ومحمد قطب ومحمد كمال، وتنفيذ وصايا الأب الروحي للمجموعة النوعية محمود عزت، أو بمعنى أدق عودة العمليات النوعية الإرهابية للجماعة مرة أخرى.
والشاهد أن تيار الكماليون، يضم العناصر التي سبق وانخرطت في حركة حسم الإرهابية، واستطاعوا الهرب خارج مصر، واتخذوا من الخارج مقراً لهم، وتلقوا خلال السنوات القليلة الماضية تدريبات نوعية، لتجهيزهم بتنفيذ عمليات يتم تكليفهم بها في الوقت المناسب.
ومن الملاحظ في وثيقة “تيار التغيير” أنها تتحدث عن “فكرة الجهاد”.