التخطي إلى المحتوى

كان من الطبيعي أن تتراجع السفارة السويسرية في لبنان عن دعوتها للعشاء التي وجهتها لعدد من ممثلي الأحزاب اللبنانية، بالنظر إلى حجم الاعتراضات التي قوبلت بها هذه الدعوة الملتبسة، رغم البيان الذي أصدرته السفارة، وحاولت من خلاله توضيح فكرتها بشأن هذه الدعوة . وقد برز بشكل لافت التحرك الذي قاده سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان وليد بخاري، بعد الدعوة السويسرية، وما أثارته من تساؤلات عن الأهداف والأبعاد، بزيارتيه إلى رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وتشديده على ضرورة التمسك ب”اتفاق الطائف” وحمايته من أي استهداف .

ويكشف نائب الجماعة الإسلامية الدكتور عماد الحوت لموقع “اللواء”، أن “المعطيات المتوافرة لديه تشير إلى أن هذه الدعوة كانت مبادرة لمحاولة جمع الفرقاء اللبنانيين، في إطار حوار مشترك، وفي لحظة كان الحوار متوقفاً، بعدما كان الحديث عن هذا الحوار بدأ منذ ثلاثة أشهر”، مشيراً إلى أن “الدعوة للحوار هذه، كانت قبل المستجدات التي ظهرت على المستوى الأميركي الفرنسي السعودي، إضافة إلى الكلام الإيراني الذي دعا إلى التمسك ب”اتفاق الطائف” . ويضيف، أن “هناك مركز حوار مركزه سويسرا هو الذي يقف وراء هذا الدعوة، وإن كنت أرى أنها نتيجة مناخ غربي عام، قبل أن تستجد التطورات التي تحدثت عنها” .

ويشدد الحوت، على أن “هذا النوع من الحوارات، نعرف كيف يبدأ ولا نعرف كيف ينتهي، عدا عن أن أجندة مثل هكذا حوارات عادة ما تكون سرية ومحاطة بالكتمان، وهذا أمر مقلق. لأنه في نهاية الأمر أنت تبحث عن المصلحة اللبنانية. وبالتالي من يمثل الشعب اللبناني في رسم هذه المصلحة والتوافق عليها” . ويسأل، “إذا كان ممكناً على طاولة السفارة السويسرية، فلماذا لا نجتمع على طاولة مجلس النواب، كقوى سياسية لبنانية؟ ولماذا هذا الشعور بالدونية والحاجة دائماً إلى محرك خارجي حتى نجلس مع بعض ونتحاور؟.

ولا يستبعد نائب بيروت، أن تكون “هناك قطبة مخفية، والدليل أن الجميع انزعج من تسريب خبر الدعوة على العشاء، والتحضير للحوار، وهذا يعني أن هناك شيئاً قد أزعجهم”، لافتاً، إلى أن “تحرك السفير السعودي وليد بخاري، تأكيد المؤكد وهو أن اتفاق الطائف كلف دماً، وأخرج لبنان من حرب أهلية دامت 15 عاماً، وأعطى مساحة من الاستقرار”، مؤكداً أن “التلاعب باتفاق الطائف بخفة، من خلال الدعوة لأي حوار لا يحظى بإجماع لبناني، أمر يسيئ إلى لبنان واستقراره. ولذلك فإن السفير السعودي يذكر بأهمية اتفاق الطائف، وضرورة تطبيقه” .

ويرى الحوت، أن “كل المؤشرات تدل على أن الانتخابات الرئاسية لن تحصل في مواعيدها، باعتبار أن القوى السياسية ليست جاهزة لانتخاب رئيس، بانتظار التسويات في المنطقة”، لكنه أعرب عن اعتقاده أن “الحكومة قد تولد قبل انتهاء العهد ولو بأيام قليلة، لأن هناك مصلحة بوجود حكومة في ظل الصعوبات التي تعترض انتخاب رئيس جديد للجمهورية”


Scan the code