التخطي إلى المحتوى





دينا شعبان



نشر في:
الأحد 17 سبتمبر 2023 – 3:26 م
| آخر تحديث:
الأحد 17 سبتمبر 2023 – 3:26 م

اشتكى عدد من الصيادين في بحيرة المنزلة من وجود مياه خضراء “ريم أخضر” وأسماك نافقة على شاطئ بورسعيد، وبناء عليه تم تشكيل لجنة من قبل وزارة البيئة تتكون من 3 مسئولين، والتي اكتشفت أن سبب نفوق الأسماك هو ازدهار الطحالب البحرية ونموها بشكل لافت مؤخرًا.

وقال الدكتور عماد عبد الله الباحث البيئي بمحميات جنوب سيناء ومدير محمية أبوجالوم، إن ما حدث على شاطئ بورسعيد يرجع لظاهرة ازدهار الطحالب البحرية وسببها ارتفاع درجات حرارة المياه، مؤكدًا أن وزارة البيئة أصدرت قرارا بعدم نزول المواطنين المياه وعدم أكل أسماك منها نهائيًا؛ لأنه ضار جدًا.

– مستعمرات الطحالب

وأضاف عبد الله لـ”الشـروق”، أن ازدهار الطحالب الضارة يحدث عندما تنمو مستعمرات الطحالب “النباتات البسيطة” التي تعيش في البحر والمياه العذبة خارج نطاق السيطرة وتنتج آثارا سامة أو ضارة على الناس والأسماك والمحار والثدييات البحرية والطيور.

وأكد أن الطحالب من الكائنات المجهرية أحادية الخلية إلى الأعشاب البحرية الكبيرة، وهي نباتات بسيطة تشكل قاعدة الشبكات الغذائية، ومع ذلك تكون في بعض الأحيان أدوارهم أكثر شرًا، ذاكرا أن الطحالب قد تنمو خارج نطاق السيطرة وينتج عدد قليل من هذه “الأزهار” السموم التي يمكن أن تقتل الأسماك وتسبب مرضًا بشريًا أو حتى الموت في الحالات القصوى.

وتابع أن الطحالب الأخرى غير سامة تأكل كل الأكسجين في الماء لأنها تتحلل، أو تسد خياشيم الأسماك واللافقاريات، أو تخنق الشعاب المرجانية والنباتات المائية المغمورة، ولا يزال البعض الآخر يلون المياه، أو يشكل أكوامً ضخمة ذات رائحة كريهة على الشواطئ أو يلوث مياه الشرب بشكل جماعي.

– عوامل أخرى مؤثرة

وأوضح أن هناك العديد من العوامل أيضًا التي تساهم في ازدهار الطحالب، منها الأنشطة البشرية التي تزعج النظم الإيكولوجية تلعب دورًا في حدوثها وكثافتها بشكل أكثر تواترا، من خلال زيادة حموض المغذيات والتلوث، وتغييرات الشبكة الغذائية والأنواع المدخلة، وتعديلات تدفق المياه وتغير المناخ.

وقال إن الدراسات تبيّن أن العديد من أنواع الطحالب تزدهر عندما تكون تيارات الرياح والمياه مواتية، يحدث هذا عندما تتدفق العناصر الغذائية بشكل رئيسي الفوسفور والنيتروجين من مصادر مثل المروج والزراعة إلى الخلجان والأنهار والبحر، وتتراكم بمعدل “يفرط تغذية” الطحالب الموجودة بشكل طبيعي في البيئة.

وأكد أن لمعالجة العوامل التي تتسبب في حدوث مثل تلك الظوار الضاره، تتبع الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي نهجًا إقليميًا في وضع استراتيجيات تلك الظاهرة من خلال تطوير أدوات ومعلومات محددة لمناطق محددة خليج المكسيك والبحيرات العظمى والشمال الشرقي وساحل المحيط الهادئ ووسط المحيط الأطلسي، جنوب شرق وجزر البحر الكاريبي، المحيط الهادئ، تستطيع تطوير قدرات الإدارة الإقليمية والمحلية للتعامل مع تهديداتها الرئيسية.

ويتوقع العلماء ازدهار الطحالب الضارة تمامًا كما يتوقعون إعصارًا، مثل توقعات الطقس، توفر توقعات HAB للمسئولين المحليين والولائيين تحذيرًا مسبقَا يسمح لهم باختبار أحواض المحار التي يحتمل أن تتأثر بشكل أكثر دقة ولفترات زمنية أقصر، وإذا لزم الأمر، بعد الاستشارات في المناطق الساحلية حيث يوجد خطر صحي مباشر.

وأردف أن العثور على HABs وقياس سمومها يعد مهمة معقدة، في حين أن الطرق التقليدية تستغرق وقتا طويلا وتتطلب مختبرات متخصصة، ولكن يعمل باحثو علوم البحار على طرق أسرع وأرخص وأفضل للكشف عن أزهار الطحالب وسمومها ومراقبتها. من أفضل الطرق الحديث للتنبيه عن وجود ازدهار الطحالب الضار على السواحل هي صور الأقمار الصناعية.

وتابع: “تتضمن تقنية أخرى قيد التطوير الآن استخدام أجهزة استشعار تحت الماء على العوامات أو متصلة بمركبات تحت الماء، حيث يحتسي هذا الجهاز الماء، عندما يمر تيار الماء بالليزر، يتم التقاط صورة لأي خلايا تحتوي على صبغة الطحالب، الكلوروفيل، يحلل الكمبيوتر الصورة لتحديد خلية الطحالب، فضًلا عن مراقبة العوالق النباتية حيث يتم تجميع عينات المياه وتحديد الأنواع التي يحتمل أن تكون ضارة من العوالق النباتية (الكائنات وحيدة الخلية) في المياه الساحلية”.