استمرت طوال الليل عمليات اطلاق قنابل مضيئة من قبل جيش الإحتلال الإسرائيلي، والذي يلجأ إلى هذه الآلية بعد استهداف حزب الله لأبراج وكاميرات المراقبة في الخطّ الأمامي لدى الإسرائيليين، ما يعرقل عليهم القدرة على مراقبة ما يجرى على الحدود من الجانب اللبناني. وبعد يوم شهد عمليات واسعة استهدفت مواقع الإسرائيليين في القطاعين الغربي والأوسط، استفاق الجنوب على هدوء حذر، فيما سيّرت قوات اليونيفيل دورياتها على طول الخط، كما استخدمت طائرات مروحية.
اسرائيل تعلن قصف بنى تحتية
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيليّ قصف “بنى تحتيّة عسكريّة تابعة لحزب الله، وتصفية شخص في الأراضي اللبنانية ليل الخميس – الجمعة، وذلك بعد يوم من إطلاق قذائف من لبنان نحو بلدات الجليل الغربي والجليل الأعلى بينها نهريا وكريات شمونة وشلومي”، والتي ردّ جيش الاحتلال إزاءَها بالقصف في جنوب لبنان، في ما اعتبره “مصادرَ إطلاق النار”.وقال الجيش في بيان إن “طائرة مسيّرة عن بُعد قضت على إرهابي في الأراضي اللبنانية الليلة”. وأضاف: “كما هاجم الجيش الإسرائيلي الليلة عددًا من البنى التحتية العسكرية لمنظمة حزب الله الإرهابية، ردًا على عمليات إطلاق نفذت الليلة الماضية (الخميس) داخل الأراضي الإسرائيلية”.
اخلاء كريات شمونة
واعلنت سلطة الطوارئ الوطنية التابعة لوزارة الدفاع الاسرائيلية عن تفعيل خطة إخلاء سكان كريات شمونة الى بيوت ضيافة بتمويل من الحكومة الاسرائيلية، وقد تمت المصادقة على تفعيل الخطة من قبل وزير الدفاع يؤاف غالانت. المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي قال من جانبه ان “قيادة الجبهة الداخلية أبلغت رئيس البلدية عن القرار قبل قليل. وستدار الخطة من قبل السلطة المحلية، ووزارة السياحة وسلطة الطوارئ الوطنية التابعة لوزارة الدفاع”.
وأمس اعلنت وسائل اعلام اسرائيلية عن سقوط صاروخ بشكل مباشر على مبنى مكون من 9 طوابق في مدينة كريات شمونة الإسرائيلية. وذكرت أن القصف الصاروخي لكريات شمونة أدى إلى سقوط 3 إصابات. وتهدف الخطة إلى نقل سكان هذه المنطقة، وعددهم قرابة 47 ألفاً بينهم 23 ألفاً يسكنون في كريات شمونة، للإقامة في مؤسسات تعليمية، وليس إلى فنادق وبيوت ضيافة بسبب النقص في الغرف فيها، حسبما نقل عنهم موقع صحيفة “هآرتس” الإلكتروني.
واحتج رئيس بلدية كريات شمونة، أفيحاي شطيرن، على الخطة الحكومية، وقال إنه يجب التعامل مع سكان مدينته مثلما يتم التعامل مع السكان الذين تم إجلاؤهم من جنوب إسرائيل، “ونتوقع أن يتم منحنا معاملة ملائمة وأن يُنقل السكان إلى فنادق وعدم نقلهم إلى منشآت إيواء جماعية مثل مخيمات لاجئين”. وأضاف أنه من أجل الوصول إلى ملاجئ إيواء “لا نحتاج إلى دولة، وسيبقى سكان المدينة في بيوتهم ولا يغادروا الملاجئ فيها”.
وجاء قرار الحكومة الإسرائيلية، بعد يومين من إعلان وزارة الأمن وسلطة الطوارئ المدنية والجيش الإسرائيلي عن إخلاء البلدات الإسرائيلية التي تبعد كيلومترين عن الحدود اللبنانية، ونقل سكانها إلى فنادق وبيوت ضيافة. وتبين أن بلدات تبعد كيلومترين عن الحدود لم تكن مشمولة في قرار إخلائها، وبينها كريات شمونة التي يبعد الحي الغربي فيها مسافة 1.9 كيلومتر عن الحدود.